مقالات مختارة

الوعي الوطني ضرورة ماسّة

الشمال نيوز  – عامر الشعار

الوعي الوطني ضرورة ماسّة

إننا في جمعية الإرشاد والتثقيف الوطني، بلا ريب، نحترم جميع القيّمين على الشؤون الوطنية ونُقدّر نضالاتهم ومعاناتهم، ونؤيّد كل الطروحات والأفكار التي من شأنها أن نبني عليها موقفًا وطنيًا جامعًا تجاه مختلف القضايا السياسية والمعيشية التي تمرّ بها البلاد. غير أننا، وفي إطار الممارسة الديمقراطية، سنبقى منحازين ومتعصّبين لكل موقف يُعيد الاعتبار إلى الحياة الديمقراطية اللبنانية وفقًا للأصول الدستورية.

إن الغاية من نشاطنا في الجمعية هي إلقاء الضوء على الحقائق التي يعيشها الشعب اللبناني، وطرح مواقف نأمل أن نشارك من خلالها، كقوى تغيير ومثقفين، في رسم سياسة جديدة للنظام السياسي اللبناني، الذي يُفترض، استنادًا إلى الدستور، أنه نظام ديمقراطي برلماني يمكّن المواطن من تأمين عيش كريم وفقًا لما تنصّ عليه شرعة حقوق الإنسان ومبادئ العمل السياسي الديمقراطي.

غاية جمعيتنا، انطلاقًا من شعارها “الوعي الوطني ضرورة ماسّة”، هي نقل الحقائق إلى الشعب اللبناني، وطرح المواقف التي تنسجم مع فهم ديمقراطي أصيل للتحليل والتفكير. كما تهدف جمعيتنا إلى تصحيح بعض القناعات الخاطئة والمفاهيم السائدة في هذه المرحلة، والساعية إلى تكوين رأي عام منظّم وواعٍ منسجم مع ذاته، لا منقسمًا كما كان — ولا يزال — منذ الاستقلال وحتى اليوم.

غايتنا أن يكون عمل الجمعية وأفعالها ودراساتها جسر عبور إلى كل ناشط سياسي متنور متعلم مثقف، وجسر عودة منهم إلينا، وأداة تواصل بين الذين فرقتهم السياسات الخاطئة وظروف الحروب العبثية. غايتنا أن يُدرك كل لبناني مسؤوليته عمّا حدث وما قد يحدث من أزمات يتعرّض لها شعبنا.

غايتنا أن يكتشف كل لبناني أصيل نفسه وحجمه وموقعه في مسار الأحداث. وغايتنا كذلك أن يفهم شعبنا أن النظام السياسي الديمقراطي هو ظاهرة وطنية فريدة ومميّزة في الممارسة السياسية قديمًا وحديثًا ومستقبلًا.

غايتنا أن يشعر الشعب اللبناني بأسره أن الوقت قد حان لنبذ الأحقاد، والعمالة، والتقوقع، والفساد، وسياسات الالتواء، والتعالي على الجراح. ففي هذه الحالة فقط، يمكن للوطن أن يعيش استقلالًا صادقًا، وللشعب أن ينعم بمزيد من الحرية والتقدم.

غايتنا أن يعي شعبنا والمثقفون الشرفاء أن المحبة والانفتاح والحرية والمصداقية والالتزام الوطني والأخلاقي هي السبيل الوحيد لإعادة بناء لبنان الجديد بحلّة مشرقة تنطلق من مجلس نيابي منتخب بإرادة شعب حر، يوصل مشرّعين أصحاب رؤى منهجية حضارية، ترتكز على الأصول البرلمانية الصادقة التي تُنقذ المجتمع اللبناني الذي ضاق ذرعًا بالويلات.

غايتنا أن ندرك جميعًا أن الجمهورية اللبنانية هي جمهوريتنا جميعًا، جمهورية سيّدة مستقلة، تجمعنا تحت جناحيها مسيحيين ومسلمين، مردّدين قسم الشهيد جبران تويني: “نُحْلِفُ بالله العظيم أن نبقى موحّدين إلى أبد الآبدين، مسيحيين ومسلمين.”

غايتنا أيضًا أن يفهم العالم العربي والغربي أننا شعب يحب الحياة، ويستحق الحياة، ويتمسك بها، ويرفض كل أشكال الإذلال.

غايتنا في الجمعية المحبة والسلام والحرية، وشعارنا: “لن نبحث عن وطن… فلبنان وطننا. لن نبحث عن هوية… فلبنان هويتنا. لن نبحث عن مذهب… فلبنان مذهبنا ..ب

د. بول الحامض

ناشط سياسي، خبير في المجالات الاقتصادية والقانونية، مع خبرة في الاستثمارات، إدارة الشركات، والتبادلات المالية، ويعمل كمستشار في القضايا الجمركية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى