في اليوم العالمي للفقر، لسنا فقراء لكننا مفتقرون
الشمال نيوز – عامر الشعار
*في اليوم العالمي للفقر، لسنا فقراء لكننا مفتقرون*
اليوم ١٥ تشرين الاول، هو اليوم العالمي للفقر، هذه المعضلة التي كلما أعلن العالم عن جهوده الاضافية للقضاء عليها كلما ازدادت رقعتها وازداد عدد ضحاياها.
في زمن اعتمد الفقر كمصطلح مصاحب لكل ما نَقُص عند قياسه،كفقر الدم والفقر المعرفي، سرقت الطوارىء والاغاثة اهتمام المعنيين محلياً ودولياً وحولت المسار من العلاج الى المداواة، وازدادت الهوة اتساعاً بين القدرات المالية للفقراء وأحلامهم،وأصبحت سمفونية الإحباط نشيد العصر، وبعيداً عن نتائج الدراسات والاحصائيات التي تشعرنا بخيبة الأمل و”قلة الحيلة” والجدال المزمن حول قدرية الفقر، دعونا نبحث في قاموس الأمل عن عدة عبارات تمكننا من فهم أنفسنا.
هل نحن فقراء حقاً أم ألفنا الفقر ؟
في كلا الحالتين، إدراك حقيقة أن المال لا يخلصنا من الفقر هو تحول حقيقي ومصيري في معركتنا ضده.
والتحول الثاني يكون في تبسيط المصطلحات التنموية لتصبح أكثر شعبية وفهماً، وهكذا تزيد احتمالات الاستفادة من الفرص المتاحة والمتوقعة فنحقق عدالة في توزيع المعرفة التي تولد دافعاً لتجاوز التعايش مع الفقر الى بناء نسق فكري جديد في التعامل معه.
اما التحول الثالث فيكون باستحضار متعة الاحساس ان المواطنية ليست حكراً على المقادرين مالياً وأننا كأفراد نتشارك الولاء لوطن يحقق لنا الطمأنينة.
التحول الرابع هو التحدي الاهم،هو تحد لقناعات تعيق تعاملنا مع التجارب الفاشلة او غير المكتملة كنتاج معرفي يستثمر كدعامة للنهوض، تعيق تطويعنا للغضب من واقعنا ليصبح تخطيطاً لأهدافنا، تكبح رغبتنا في أن نكون شركاء لأنفسنا ومشاركين في توليد الفرص المنشودة، تحد من واقعية أحلامنا وتسقطها على ممشى الغنى السريع، تحجب نظرنا عن حقيقة ان كل مبادرة هي بذرة لمشروع كبير لنتعلم كيف نغرسها وكيف نرعاها وكيف تطرح لنا خيراً مستداماً.
وخلاصةً
ان خير استثمار هو الاستثمار في العقول وهي كنز المرحلة القادمة ومدماكها الأساسي.
وبناء لهذه المعطيات ووفق نتائج دراسات وإثباتات وقراءات في سير ذاتية وتجارب حياة معاصرة
نحن لسنا بفقراء ولكننا مفتقرون لقناعات تساعدنا على التخطي ومهارات تزودنا بالقدرة.
*الفرصة الآن متاحة وعلينا الإقدام*
كوثر عيتاني