حزب الله يدمر ما تبقّى من الدولة اللبنانية
الشمال نيوز – عامر الشعار
حزب الله يدمر ما تبقّى من الدولة اللبنانية
بقلم: محمد عريمط
يعيش لبنان اليوم مرحلة من الانهيار الشامل، ليس فقط بسبب أزماته الاقتصادية والمالية، بل بسبب تفكك الدولة وفقدانها سيادتها أمام قوة أمر واقع تُمسك بقرارها الوطني. في قلب هذا المشهد يقف حزب الله، الذي تحوّل من تنظيم مقاوم إلى كيان موازٍ للدولة، يقرّر الحرب والسلم، ويتحكم بالسياسة الخارجية، ويجرّ البلاد إلى عزلة خانقة.
منذ اتفاق الطائف، كان حلم اللبنانيين أن تبنى دولة قوية بمؤسساتها، منفتحة على محيطها العربي، ومرتبطة بجذورها التاريخية والحضارية. لكن الحزب، بسلاحه وارتباطه بالمحور الإيراني، اختطف القرار الوطني، وجعل لبنان يبدو وكأنه تابع لمشروع غريب لا يمتّ إلى هويته بصلة.
لقد أصبح واضحًا أن إيران بالنسبة للبنانيين كيان غريب يسعى إلى تصدير ثورة لا تمثلنا، ولا تشبه قيمنا ولا ثقافتنا العربية. فلبنان لم يكن يومًا جزءًا من المشروع الفارسي، ولن يكون. نحن عرب بالهوية والانتماء، وامتدادنا الطبيعي هو إلى العالم العربي الذي احتضن لبنان في أزماته، ووقف إلى جانبه في أصعب الظروف.
نرفض أي علاقة مع إيران إلا ضمن توافق عربي شامل قاعدته دول مجلس التعاون الخليجي ومصر ويراعي مصالح الأمة واستقرارها. فلبنان لا يمكن أن يكون خنجرًا في خاصرة العروبة، بل يجب أن يكون جسرًا للتلاقي بين أشقائه العرب.
وإنّ المملكة العربية السعودية ومصر وبقية دول الخليج العربي يمثلون بالنسبة إلينا المرجعية السياسية والاقتصادية والأخوية التي نثق بها ونتشارك معهم القيم والرؤية والمصير.
لقد دفعت سياسات حزب الله لبنان نحو العزلة والانهيار، فأغلقت الأبواب العربية والدولية أمامه، وتوقفت المساعدات والاستثمارات، بعدما باتت بيروت منصة لخدمة أجندات إيرانية معادية للعرب. كما تسبّب الاقتصاد الموازي والتهريب والتدخل في النزاعات الإقليمية في استنزاف ما تبقّى من قدرات الدولة وخزائنها.
لبنان اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما:
إما العودة إلى حضنه العربي، تحت راية الشرعية والجيش والدستور،
أو البقاء أسيرًا لدويلة السلاح التي تدمّر ما تبقّى من الدولة والمؤسسات.
فالدولة لا تقوم بجيشين ولا بولاءين،
ولبنان لا ينهض إلا عندما يسلّم سلاح الاحزاب إلى جيشه، ويعيد قراره إلى عروبته، ويستعيد ثقته بمحيطه الطبيعي – المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر ودول الخليج العربي وبقية الاشقاء العرب درع العروبة، وعنوان الاستقرار، وركيزة الدعم الحقيقي للبنان