الدكتور جيلبير المجبر: مبدأ الحياد المطلوب لبنانيا إقليميا دوليا
الشمال نيوز – عامر الشعار
مبدأ الحياد المطلوب لبنانيا إقليميا دوليا
في العام الماضي شاركتُ وأمين سر مكتبي في ندوة علمية تحت عنوان “اليوم الدولي للحياد ” الذي نظمته الأمم المتحدة في مركزها الرئيسي في نيويورك ، وتمّ تعريف الحياد على أنه الوضع القانوني الناجم عن إمتناع دولة معينة عن المشاركة في حرب أو حتى إفتعال حرب مع دول أخرى.والحفاظ على موقف الحياد تجاه المتحاربين، وإعتراف المتحاربين بهذا الإمتناع وعدم التحيُّز ، وهذا أمر بالغ الأهمية لاحظته بالمباشر حيث تكتسب الأمم المتحدة من خلاله الثقة والتعاون من جميع الأطراف من أجل العمل بشكل مستقل وفعال ولا سيما في الحالات التي تنطوي على إحتدام سياسي يفضي إلى حرب كما هو حاصل اليوم على أرض الجنوب .
إنّ طرح مبدأ الحياد المطروح من قبل صاحب الغبطة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي هو عمليا جزء مصيري من نظرة أكاديمية – سياسية – فكرية – إستراتيجية – جيوسياسية ، وهو طرح قابل لمراحل النقاش والدرس والإقرار ، ومن خلال جولاتي الأوروبية وجولات مكاتب الإنتشار المتعاونة مع مؤسستنا نعمل له في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ الكيان اللبناني وبالتالي وضعنا خطة عمل تُجسد النموذج القانوني لتفعيل مبدأ الحياد الذي هو بمثابة مطلب وطني بإمتياز حاز على إجماع كل اللبنانيين بإستثناء حفنة من المُضللين والمتآمرين على السيادة الوطنية والمتآمرين على عضوية لبنان في جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة .
للأمانة وللتاريخ ولمصداقية نضالنا المتوّج بدماء شهدائنا وأهلنا أدركنا أهمية وخطورة المسؤولية الملقاة على عاتقنا نحن المتحررين المقيمين في الخارج من سطـوة السلطات القائمة وهي الوقوف في كل المحافل الدولية للمطالبة بتحقيق مبدأ الحياد الذي نطالب به بمعية البطريركية المارونية وأصدقاء الداخل اللبناني وعالم الإنتشار . لذلك سعينا مجتمعين وبكل نبلْ إلى إستباق كل من يُحاول إجهاض هذه الفكرة “فكرة الحياد” بجميع الوسائل المتاحة أمامنا وأولها تكثيف الجهود الدبلوماسية على مستوى عواصم القرار والدول حيث ينتشر “اللوبي اللبناني ” لتركيز الجهد على تطبيق مبدأ الحياد وثانيا محاولة إنقاذ لبنان من هذه الحرب المستعرة الذي لا طاقة له على تحمُّل تبعاتها .
لبنان مهد الحضارات ومخترع الحرف ومكتشف الأوطان ، ولبنان بلد المبدعين والعظماء والملافنة والقدّيسين وهو ما أفسح لنا المجال عندما نزور عواصم القرار والدول المتعاطفة معنا الإستماع لوجهات نظرنا المطالبة بتطبيق مبدأ الحياد لأن لبنان لم يكن يوما ممرا لأي أعمال إرهابية ولا مقرا للإرهابيين ولا تجمعًا للأسلحة الغير شرعية ، ولا معكرًا للسلم الأهلي والإقليمي والدولي إذن لبنان هو بلد التعايش والحضارة والثقافة والتقدم والإزدهار كما هـو ليس صورة عن هؤلاء الحكام الفاسدين .
في الأهم والمهم من جولاتنا الإغترابية على عواصم القرار تظهّر لنا أن الفكر التنويري والفكر السياسي الموضوعي المبني على مبادىء شرعة حقوق الانسان وما تنص عليه المواثيق والأعراف الدولية والمعاهدات هو المطلب الاساس في اي حوار وحركة فكرية سياسية إستباقية تمنع أي حركات تطرف من التغلغل في الجسم اللبناني .
خلاصة الجولة الأولى مع المجتمع الدولي وعواصم القرار إنهم إستمعوا لما قلناه ورحبوا بفكرنا النيِّرْ وبما تقدمنا به من مذكرات مكتوبة لأنّ الحياد وفق وجهة نظرنا ونظر الذين إستقبلونا يجعل لبنان بلد إستقرار وإزدهار ونقاط إلتقاء لجميع الحضارات والنشاطات الفكرية – الثقافية – السياسية – الأمنية – الإقتصادية – المالية – التربوية – الصناعية ، ونموذجا في هذا الشرق يُحتذى به لتأكيد النظام الديمقراطي وخيار جيوسياسي أكثر ضرورة ونفعا لوطننا لبنان ولشعب لبنان العظيم .
الدكتور جيلبير المجبر فرنسا في 2 نيسان 2024