الدكتورة بهية ابو حمد تنعي من استراليا المفتي تاج الدين الهلالي في كلمات وجدانية

الشمال نيوز – عامر الشعار
استيقظت اليوم وفي نفسي حزن شديد وارهاق لم اعهده قط من قبل.
لقد ظننت بان الوعكة الصحية التي المت بي منذ اسبوع والتي أنهكت جسدي هي السبب المباشر لذلك.
لكن عندما تصفحت الرسائل الالكترونية المرسلة الي، والتي تنبئ بوفاة الأب الحنون، والشيخ الفاضل، والعالم الجليل، فضيلة الشيخ تاج الدين هلالي، ايقنت بأن موته هو السبب المباشر لحزني العميق.
سجدت لخالقي فوراً، وطلبت لسماحته الرحمة والمغفرة، ولروحه الطاهرة السلام.
يا صاحب السماحة، وايها الأب الفاضل والحنون، اسمح لي بان اناديك “ابي” لأنك كنت لي دوما مثال الأب الحنون، والصديق الوفي، والشيخ الجليل والعادل.
اذكر جيدا كم من مرة قصدت مكتبكم للتحدث اليكم طالبة المساعدة لأبناء وبنات الجاليات الاثنية، وكنتم دوماً المستمع المميز، والشيخ العادل الذي يبحث فوراً عن الحلول المناسبة بغية نشر السلام والمحبة.
كم تمنيت لو كان يسمح لي كوني “محامية” بأن أفشي الأسرار المؤلمة التي تقبع في ملفاتي القانونية، لأعلن على الملء وللعالم اجمع عن عدلكم، ومحبتكم، ومساعدتكم الجمة للعديد العديد من ابناء الجاليات الاثنية ومن دون مقابل.
الآن وبكل فخرٍ وصدقٍ أقول:
سماحة مفتي استراليا الاسبق فضيلة الشيخ تاج الدين هلالي هو رمز العدل، وكنز المحبة، وعربون السلام. هو الذي شهر سيفه امام الظالم والمستبد رافضاً التعصب والانحياز. هو الذي مد جسور التعاون والسلام بين الاديان، ودعا الى الوحدة والتفاهم. هو الذي كان يرفض رفضاً قاطعاً بان يعقد قران فتاة او شاب من ديانات مختلفة دون التأكد من موافقة الاهل اولاً وهم ثانية. هو الذي عمل بجد لنشر السلام والمحبة بين ابناء الجاليات الاثنية من دون منفعة خاصة.
موتكم يا صاحب السماحة هو خسارة كبيرة لنا، وقلوبنا حزينة على غيابكم.
أصلي لان يرحمكم الرب الاله وان يسكنكم فسيح جناته.
أتقدم بخالص العزاء لأسرتكم ولأبناء الجاليات الاثنية في استراليا وبالأخص الجالية المسلمة ومصر الحبيبة.
أتطلع علينا من السماء يا صاحب السماحة وصلي لأجلنا.