اخبار عكار والشمال

الإستحقاق الإنتخابي في العهد الجديد

الشمال نيوز – عامر الشعار

الإستحقاق الإنتخابي في العهد الجديد.
هناء محمود

الحكم يجب أن يكون في يد الفلاسفة، لأنهم الأقدر على رؤية الحقيقة وفهم الخير العام. افلاطون
على مشارف الإستحقاق الإنتخابي يأتي المجتمع المحلي ليعبر عن رغبته السياسية عبر منصة تجمع الحكومة والمواطنين معاً بعيداً عن المنقاشات السياسية التي ما زالت مرتبطة بالزمن الإنتخابي تأتي هذه الرغبة لتلبي نية حُكم الشعب بالشعب ولِشعب لديموقراطية محلية تحاول تجديد العقد الإجتماعي لتحول بنية الدولة من قاع الهيمنة والتوريث السياسي إلى مراتب تعكس الوعي السياسي والثقافي.

انطلاقاً من علم إجتماع السياسي تأتي البلديات في الأسطر الأولى لصوت المواطن المباشر، فهي إلى جانب أنها حكومة مصغرة هي أيضاً هيكل قانوني محلي قادرة على التخطيط، التدريس والبناء لتنفيذ التنمية الإقتصادية المستدامة إذ ما توفرت الإرادة والكفاءة. هذه الرؤية السياسية والإجتماعية ما تزال إلى حد الآن في معظم البلدات اللبنانية دروس في التربية المدنية يتعلمها الطفل في المدارس ليعي بعدها على واقع أبعد ما يكون عن المناهج المدنية، واقع يجمع الزعامة، الولاءات العائلية السياسية والمال الإنتخابي.

في الوقت الذي يجب أن تكون الإنتخابات البلدية نقطة مفصلية عن تكرار الماضي والبدء في بناء مجتمعات واعية يراها البعض فرصة ذهبية للنفوذ والهيمنة المناطقية عبر استغلال ضعف الوعي السياسي والمحسوبية ليجد المواطن نفسه بعد ذلك داخل دوامة تخبط سياسي وإنتمائي تُولد إشارات إستفهام وتُخيم شكوك لديه متساءلاً إن كان هذا ضريبة لمواقفه السياسية؟

لكن إذا إستطاع المواطن اللبناني اليوم الخروج من هذه الدوامة عبر تجاوز الإنتماءات والإقتراع بحرية ومسؤولية وتخطي الشعارات الرنانة والدعاية السياسية المزيفة والتمسك بالمكتسبات الديمقراطية يكون بذلك قد نفذ مسؤولية وطنية ولأن صوت الإنتخابات أقوى من صوت المدفع قد يكون بذلك الفعل قادر على توريث وعي سياسي للأجيال القادمة بعيداً عن الولاء العائلي السياسي والإنتماء الطائفي وبالأخص تلك البنى التقليدية ذات الأبعاد الإجتماعية التي ترتبط بالإنتماءات المحدودة والكلاسيكية وبالتالي الصوت الإنتخابي قادر فعلاً على أن يقلب الموازين السياسية.

هل يمكن للإنتخابات البلدية أن تُشكل نموذجاً ديموقراطياً في العهد الجديد؟

بات من الضروري ترجمة المرحلة السياسية على الأرض بمؤسساتها كافة من المجلس البلدي إلى الحكم المركزي وإن أي عملية إصلاح لا يمكن قياسها إلا بربطها بحياة المواطن اليومية والمجلس البلدي بكل بساطة هو الواجهة المحلية للدولة وعليه ترتبط عدة مؤشرات من شأنها أن تشكل نموذج إصلاحي.. تأتي في طليعتها مجالس بلدية متجانسة الأعضاء مبني على رؤية مشتركة وإنسجام فعلي إضافةً لوجود برنامج عمل بلدي يُتيح للمواطن معرفة طريقة العمل والذي يجب أن يعكس الجدية، ولان الإنتخابات البلدية منصة مثالية للنساء يمكنهن إظهار قدارتهن القيادية والمشاركة الفعالة في المجتمع.

في عالم السياسة، اللعب الاستراتيجي هو المفتاح، ولعبة الشطرنج تعلمنا أن كل خطوة يمكن أن تقود إلى كش ملك، ومع انتهاء مهلة الترشح للانتخابات البلدية ندخل مرحلة سياسية جديدة علها تُغير قواعد اللعبة لممارسة المواطنة ممارسة حقيقية وتبقى الإشكالية هنا: هل سيكون تشكيل نموذج جديد للانتخابات البلدية في العهد الجديد يليق بخطاب القسم الرئاسي؟ ‎<This message was edited>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى