حبيش: نتجه إلى تصعيد… وهناك مسؤولية كبرى على ترامب تجاه لبنان
الشمال نيوز – عامر الشعار
حبيش: نتجه إلى تصعيد… وهناك مسؤولية كبرى على ترامب تجاه لبنان
أعرب أمين سر تكتل الاعتدال الوطني النائب السابق هادي حبيش عن فرحته بنتائج الانتخابات الأميركية “لأن إدارة جو بايدن لم تقم بأي إنجاز، وأتوقع أن وجود ترامب في البيت الأبيض سوف ينعكس إيجابا على لبنان، إذ انه تعهد بإحلال السلام في لبنان وهذا الأمر يرتب عليه مسؤوليات كبيرة”، كما رأى أننا “نتجه إلى تصعيد ومرحلة عسكرية صعبة، وإذا استمرت الأمور على هذا المنوال قد تطول الحرب لـ3 أو4 أشهر”، مضيفا: ” لا أعتقد أن إسرائيل تتجه لضرب البنى التحتية أو المطار.”
وتعليقا على نتائج الانتخابات الأميركية، أوضح حبيش، عبر برنامج حوار المرحلة على شاشة الـ LBCI مع الإعلامية رولا حداد، أنها كانت “مفاجئة لأن كل استطلاعات الرأي رجحت تقارب النتائج بين دونالد ترامب وكامالا هاريس، لكن الحزب الجمهوري اكتسح الانتخابات.”
وأضاف: “فرحت بنتائج الانتخابات الأميركية لأن إدارة جو بايدن لم تقم بأي إنجاز أما خلال ولاية ترامب كان الوضع أفضل، وأتوقع أن وجود ترامب في البيت الأبيض سوف ينعكس إيجابا على لبنان، إذ انه تعهد بإحلال السلام في لبنان وهذا الأمر يرتب عليه مسؤوليات كبيرة”، لافتا إلى أن “كلمة peace التي اعتمدها ترامب تحمّله مسؤوليات كبيرة وهناك فرصة للبنان خاصة بوجود صهر ترامب اللبناني.”
وأردف: “السلام في لبنان لا يقتصر على وقف إطلاق النار والشعب اللبناني تواق للتخلص من الحروب، وهناك فرصتان أمامنا، أولها فوز ترامب وثانيها وجود الدكتور مسعد إلى جانب ترامب، بالتالي وجود هذه الشخصية اللبنانية الوطنية إلى جانب الرئيس الانتخابي قد تساعد على تركيز ومساعدة الإدارة الأميركية للبنان.”
كما لفت حبيش إلى أنه “تم تزوير الانتخابات خلال الاقتراع الالكتروني، على عكس الاقتراع الورقي إلا بحال غياب المندوبين، ومع ذلك فإن ترامب يُعتبر بطلًا في الولايات المتحدة بعد تغلبه على كل الدعاوى ونجاته من محاولات الاغتيال، في حين أن هناك مسؤوليات كبيرة ترتبت عليه وعلى فريق عمله وتحديداً بما يتعلق بوعود إنهاء الحروب في أوكرانيا ولبنان، فكل ما بُحث في ظل حكم بايدن يتغير بعد استلام ترامب.”
كما أوضح أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سيستقبل هوكشتاين لكن ليس من مصلحته السير بأي اتفاق، فمصلحة إسرائيل العليا لا تقتصر على الولايات المتحدة، ونتنياهو “وسخ إيديه” بحرب غزة.”
وسأل: “أين الدعم الدولي للبنان أمام ما نواجه من الإسرائيلي؟ نتنياهو في الحرب الحالية صوّر نفسه بصورة مختلفة عما فعله في غزة، إذ اختفت دول العالم حين هاجم نتنياهو لبنان وفرنسا الوحيدة الداعمة لنا في هذه الظروف… هل من الضروري دخولنا في حرب مع إسرائيل؟ ألا يمكننا أن نقوم بهدنة؟ سوريا تعادي إسرائيل أيضًا لماذا لا تدخل الحرب؟”
إلى ذلك، رأى أنه “لو أرادت أميركا وقف الحرب في لبنان لأوقفتها واستفاد نتنياهو اليوم من الانتخابات الأميركية لأنه سوف ينتظر استلام ترامب الولاية، وهو يفعل ما يريده.”
ميدانيا، رأى حبيش أننا “نتجه إلى تصعيد ومرحلة عسكرية صعبة، والحرب القائمة مع حزب الله مستمرة بـ”قبة باط” من الأميركي، في حين أن نتنياهو استفاد من الانتخابات الأميركية، وإذا استمرت الأمور على هذا المنوال قد تطول الحرب لـ3 أو4 أشهر، فأنا لا أرى وقف نار في المدى القريب بل متجهون نحو تصعيد خطير، وكما قال نصرالله في الـ2006 “لو كنت أعلم” كان ليُكرر هذه المقولة اليوم بشأن جبهة الإسناد.”
وأردف: “بعدما استشهد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وقيادات كبرى إضافة إلى المقاتلين، “شو بتحرز جبهة الإسناد؟ صار بدنا مين يسندنا”، مضيفا: “لتطبيق أي تسوية اليوم يجب وقف إطلاق النار.”
وعن وجود سلاح “يحمي لبنان”، سأل حبيش: “ما الهدف من وجود الجيش اللبناني والقوى الأمنية إذاً؟ حان الوقت لنستفيد كلبنانيين من هذا السلاح وسيأتي اليوم الذي يُسلم فيه الحزب سلاحه، نريد إيجاد الحلّ السياسي لسلاح حزب الله كي يصبح تحت إمرة الدولة والحكومة اللبنانية، يجب حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وهذا ما سوف يحصل مع سلاح الحزب”، لافتا إلى أن “قرار السلم والحرب يجب أن يكون حصراً بيد الدولة اللبنانية، ويجب تنفيذ الـ1701، إذ تُعتبر المنطقة منزوعة السلاح حماية لأمن إسرائيل.”
وأضاف: :في ملحق للاتفاق هناك حديث حول أحقية للإسرائيلي بمنع حزب الله من إعادة التسلح وهذا يتم إما عبر إيران أو سوريا، ويبقى السؤال هل يسعى الإسرائيلي لانتزاع تسوية من إيران بهذا الخصوص أو قطع طريق السلاح من خلال الضغط على سوريا، الحدود بين لبنان وسوريا كبيرة جدا فما الهدف من ضرب المعبر الحدودي؟ لا تستطيع إسرائيل من إغلاق الحدود بين لبنان وسوريا، فالغارات لا تؤدي إلى قطع المعابر غير الشرعية وهذا الملف بحاجة لقرار سياسي.”
وفي السياق، رأى أن “الأمور تتجه نحو الأسوأ ونتنياهو يستعد لتوسعة الحرب، إذ ليس بإمكانه الاستمرار داخلياً إلا باستمرار الحرب، والولايات المتحدة وحدها تتمكن من إيقافه، فالتغييرات التي يجريها داخلياً من إقالات وتعيينات تُبرهن استعداده لتوسعة وإطالة أمد الحرب.”
وحول مشاركة الولايات المتحدة بضرب منشآت إيران النووية، قال: “كل الأمور واردة والحرب القائمة هي إيرانية كما أن إيران عقدت صفقات واتفاقات تحت الطاولة ولا أعتقد أن المنشآت ستُضرب قبل استلام ترامب إذا اتخذ قرار مماثل، القرار في أميركا اليوم بيد ترامب ونتنياهو سيكون على تنسيق مع الإدارة الجديدة لا الحالية، والقرار الإيراني خلف كل ما يحصل في لبنان ولا أعتقد أنه سوف يتم ضرب النووي الإيراني قبل استلام ترامب.”
وأضاف: “إيران تشاهد موت اللبناني وسقوط القيادات مقاتلةً بالشعب اللبناني، وهي تقاتل بشبابنا وتشاهدنا نتهجر ونموت، ولكن استهداف المنشآت النووية قد يقود لحرب إقليمية، والمسؤولين الإيرانيين تمادوا بالكلام عن الملف اللبناني وما قالوه يُعتبر وقاحة.”
وعن كلام أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، رأى أنه “مُتوقَّع في ظل الحرب، ولبنان الرسمي يفاوض عن الحزب الذي أخذنا إلى الحرب بقرار إيراني، وهو مضطر لقول ما قاله وهذا من مستلزمات المعركة، والحزب فوّض رئيس مجلس النواب نبيه بري لإيجاد حلّ.”
وعن قصف مطار بن غوريون وإعطاء ذريعة لقصف مطار بيروت، رأى أن “إسرائيل تنطلق بحربها من تقرير حول تقييم أخطائها الذي صدر بعد حرب تموز 2006 واعتبر أن ضرب كل المناطق والبنى التحتية اللبنانية كان خطأ، كما أن الإسرائيلي يحاول تجييش الشعب اللبناني ضدّ حزب الله لذلك لا أعتقد أن إسرائيل تتجه لضرب بنى تحتية في الحرب الحالية ولا ضرب للمطار.”
وعن الانزال في البترون وعملية الخطف، رأى أن “العالم كله مصدوم مما حصل، وهناك تفوق عسكري إسرائيلي كبير جداً، والجيش اللبناني غير مطالب بتبرير للحزب حول ما حصل ، فاستهداف الجيش ليس بجديدٍ ومقالات جريدة الأخبار خير دليل.”
إلى ذلك، اعتبر حبيش أن “حزب الله وافق على فصل الجبهات ضمنياً لكنه يكابر علنياً، فسلاح الحزب يأخذ اللبنانيين إلى قرارات لا يريدونها، وهو وافق على فك الارتباط بغزة.”
وأضاف: “التنسيق دائم بين بري وميقاتي وقد يكون هناك توزيع أدوار، ومواقف ميقاتي تجاه إيران قد يكون سببها التمادي الإيراني، فنحن على مشارف مرحلة جديدة وعلى اللبنانيين أن يكون موقفهم مختلفاً عن موقف ما بعد حرب تموز الـ2006.”
كما رأى أن “إلغاء الطائفية السياسية هي من أول النقاط التي لم تطبق باتفاق الطائف والطائفة المسيحية لن تسير بهذا البند، والمسلمون يرفضون تطبيق بند اللامركزية الموسعة وهل يسير حزب الله ببند نزع سلاح الميليشيات، بالتالي كيف يطالبون بتطبيق الطائف؟ وسحب السلاح غير الشرعي لن يوافق عليه الشيعة، وما يمكن تطبيقه باتفاق الطائف أُدرج بالدستور اللبناني والبنود التي لا تزال عالقة هي خلافية وصعب تطبيقها.”
وأكد ألا “انتخابات رئاسية في لبنان قبل انتهاء الحرب، ونحن ننتظر التقارب السعودي الإيراني أو الأميركي الإيراني لانتخاب رئيس في لبنان، وتكتل الاعتدال الوطني لعب دورا مهما في الملف الرئاسي ولا فيتو لدينا على أي مرشح، ولا مرشح لدى كتلة الاعتدال ومبدأ الثلثين لتأمين نصاب جلسة انتخاب الرئيس يُستعمل لتعطيل انتخاب رئيس.”
كما رأى “أن الأمور لا تتجه نحو تعيين قائد جديد للجيش والحزب والتيار ضدّ التمديد، لكن إن وافق بري وسائر الكتل على التمديد فقد يُمدد للقائد جوزف عون، وأستغرب الحملات اليومية عليه.”
وعن أزمة النزوح، لفت إلى الزحمة الكبيرة نتيجة النزوح نحو العاصمة، قائلا: “البيوت الجاهزة قد تكون حلاً للنازحين الذين فقدوا منازلهم إن وضعت في العقارات المملوكة من النازحين بعد وقف إطلاق النار.”
وعن النزوح إلى العراق، سأل: “هل هذا نزوح مؤقت؟ عدد كبير ممن هاجروا بزمن الحروب الماضية لم يعُد إلى لبنان، الشعب اللبناني بأكمله دفع تكاليف هذه الحرب أما بما يتعلق بمسألة إعادة الإعمار فستكون جزءًا من التسوية المقبلة.”