مقالات مختارة

على طريق هوميروس يروي ناغي إلياذة طرابلس الثقافة:
لدينا آلاف المباني التراثية تصارع الوقت وتقرير المصير

الشمال نيوز – عامر الشعار

على طريق هوميروس يروي ناغي إلياذة طرابلس الثقافة:
لدينا آلاف المباني التراثية تصارع الوقت وتقرير المصير

/رائد الخطيب- رئيس تحرير الرائد نيوز/

وسيم ناغي، مهندس معمار، لا يهدأ ولا يكلّ ولا يملّ من المطالبة، بالحفاظ على تراث العاصمة الثانية، حيث تتواجد آلاف المباني التراثية، متوارثة من حقبات مختلفة ومتعاقبة من التاريخ، يخشى ناغي أن يحصل لها ما حصل لمباني العاصمة من بيروت التي كان يربو عددها على ال5300 مبنى، لتضمحلّ إلى 280 مبنىً، بفعل الجشع العقاري.

ناغي الذي يسترسل وبشغف في الحديث، عن الحداثة والتراث، يخشى من لعبة الوقت والصراع الوجودي لهذا الإرث، الذي يشكل هويةً ثقافية، لا يعتبر أنّ طرابلس تنحصر تسميتها في مدينة العلم والعلماء، إذ تتعداه إلى أن تكون حاضرة ثقافية، يعتبر أن الحقبة الممتدة من 1940 إلى 1975 من القرن الماضي، حقبة ذهبية من النهضويات المختلفة للمدينة، بناءً وثقافة وفنونًا وسينمات ومسارحًا، يتحدث ناغي عن طرابلس كما يتحدث هوميروس عن الإلياذة، طرابلس بالنسبة إليه إلياذة، بيوت من الشعر تربو على الآلاف، هكذا يتحدث ناغي رقراقًا دون توقف عن المدينة العظيمة التي اسمها طرابلس.

طرابلس عاصمة ثقافية في 2024!!!
“نحن في صراع مع الوقت بوجود استحقاق 2024 وحتى الآن لا جديّة في التعاطي معه وخاصة بعد أزمة الفراغ الرئاسي التي دخلناها ويتم التداول في أنها قد تطول لستة أشهر أو سنة وإذا لم تتحرك وزارة الثقافة في هذه الفترة وشكلت لجنة وطنية لمناقشة موضوع عاصمة الثقافة العربية طرابلس والذي يحتاج عمل سنة على الأقل فذلك سيفوّت فرصة على المدينة لن تتكرر”.

يتابع ناغي “مدينة إربد الآن هي عاصمة الثقافة العربية و 2023 بورتسودان، و 2024 طرابلس ومن هذه العواصم أهمها طرابلس بعمقها الثقافي لأن من يتابع ويبحث جيدًا يكتشف أن طرابلس فيها إرث ثقافي وهو الأهم في كل لبنان على مستوى “التراث المبنيّ” وعظمة المدينة تُعرف من قوة تراثها المعماري”.

يشير ناغي إلى أنه “في دراسة نعمل عليها منذ 3-4 سنوات اكتشفنا أن القيمة الثقافية للتراث المبني في طرابلس هو الأهم في لبنان إن كان على مستوى القرون الوسطى للمماليك في المدينة أو ما تلاها وما بقي من العصور العثمانية، والكولونيالية الفرنسية، وعمارة الحداثة منذ الاستقلال ولغاية الحرب الأهلية”.
“يتجلى في طرابلس البعد الثقافي وذلك من خلال المساحات والمباني التي لا تزال قائمة لليوم والتي يمكن أن تكون غير مرئية من قبل الناس بسبب “التلوث البصري” وغياب الوعي بأهميتها ولكن عن طريق تسليط الضوء عليها يمكن إعادة اكتشاف ما نملك وإذا تزامن هذا الكلام مع ماهو متوقع من إعلان معرض رشيد كرامي على لائحة التراث العالمي من قبل منظمو الأونيسكو وكل ما ننتظره هو اجتماع اللجنة، ووزارة الثقافة اللبنانية قامت بكل ما يترتب عليها وكنت ضمن الأشخاص الذين عملوا على الملف وتواصلوا مع الإيكوموس والأونيسكو للإجابة على كل الاستفسارات التي يريدونها وواكبتهم بزيارة ميدانية وبتقرير نهائي مفاده أنه ليس هناك أي مبرر يمنع معرض رشيد كرامي الدولي، أن يكون تراثًا ثقافيًا عالميًا طارئًا كونه مهدد بخطر الانهيار، والتدهور المستمر، والعجز الحاصل في لبنان من جرّاء الأزمة الاقتصادية والمالية”.

يضيف ناغي “الأهم أيضًا هي السياحة الثقافية في طرابلس وقد قمنا بعدة تجارب صغيرة من خلال مهرجان “أهلا بهالطلة” وغيره ويجب العمل في الموسم القادم على تأكيد هذه الميزة في المدينة”.

هل فكرت بتأسيس لجنة لمواكبة هذا الحدث؟
يقول ناغي “ليس مسموحًا لي بذلك المسؤولة هي وزارة الثقافة وبلدية طرابلس حيث تقوم الوزارة بتشكيل اللجنة العليا وبلدية طرابلس مشاركة فيها وهناك اللجنة الثقافية التي يرأسها الدكتور باسم بخاش”.

هل إذا تم تصنيف المعرض كتراث ثقافي عالمي سيجذب الرساميل لإعادة تأهيله؟
“هذا ما نراهن عليه برغم الأزمة الاقتصادية العالمية، ولكن تبقى هنالك موازنات ترصد من قبل جهات مانحة لكل ماهو مصنف كتراث عالمي فالتراث العالمي هو أمران: قيمة عالمية outstanding universal value، أي ملك الإنسانية وليس محدودًا بلبنان وطرابلس، سياحة قائمة على التراث العالمي وبالتالي فالجهات المانحة عندما تعلم أن الأونيسكو كمنظمة ذات مصداقية أكدت وأعطت هذه الصفة لهذا المعرض فهذا يعني أن مكان مثالي لتُضخَّ فيه الأموال لكل ما يحفظ استمراريته، وستسرع صب الأموال لتدعيم مبانيه كونه حالة طارئة”.

من خلال ماحدث اليوم من انهيار سقف مدرسة وانهيار عدة مبان أخرى ما هي توجيهاتك كمهندس؟
يختم ناغي بالإجابة “البلدية تعلم أن هناك الكثير من المباني المهددة كليًا أو جزئيًا في طرابلس وهذه قنابل موقوتة، وكلما تقدم الوقت كلما زاد الخطر وخصوصًا بمواسم العواصف والأمطار التي تبيّن العيوب والتصدعات، ويجب متابعة الأمر من قبل البلدية العاجزة، حتى عن تكوين نصاب لها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى