مقالات مختارة

زرازير…أم زرزور واحد ؟

الشمال نيوز – عامر الشعار

زرازير…أم زرزور واحد؟

/رائد الخطيب_ رئيس تحرير الرائد نيوز /

المشهدية الهوليوودية التي اقتحمت بها النائب(ة) سنتيا زرازير، مصرف بيبلوس في جبيل، بصحبة الكاميرامان، هو محض تصرفٌ استعراضي، ونرسيسي إلى حدٍ كبير،
لعلي لا أجدُ مفرّاً من الانطلاق إلى نصّ تعريفي للأديب أدونيس، حول النرجسية: “أصبح نرجس أو نرسيس Narcissus رمزًا متعارفًا عليه لحالة الإغراق في الإعجاب بالذات وحبها، ومرادفًا للوهم النفسي المرضيّ الذي يقوم على اعتبار الذات أو الأنا مركزًا أسمى لكل شيء في الكون أو المحيط، فلا يجد في الآخرين وأعمالهم أي شيء يستحق الاهتمام أو الإعجاب سوى أعمال الذات في انعكاس واضح لأنانية مفرطة أو حالة مرضية من عبادة الذات. وأصبحت كلمة النرجسية مرادفًا لحالات الإعجاب المفرط بالذات والتعالي على الآخرين، والانشغال بجمال الذات أو ما يراه حسنًا جميلاً فيها إلى حد يتجاوز المألوف.

وكثيرًا ما يستخدم الأدباء والنقاد هذا المصطلح للدلالة على ما ذكرته، ولو أن بعض الاستخدامات النقدية أحيانًا تركز على جانب بشيء من التلميح الإيجابي كالجانب المرتبط بالتفرد والإبداع والذي ينعكس أحيانًا في صورة العزلة عن المجتمع والانكفاء على الذات لأن صاحبها لا يجد ما يستحق الاهتمام في الاخرين أو لا يجده مكافئًا لموهبته.

وقد كان أصل الكلمة هو الأسطورة اليونانية المنسوبة الى نرسيس ذلك الشاب ذي الوجه الجميل الوسيم الذي كان معجبًا بجمال وجهه، فكان يجلس دائمًا على حافة بركة وينظر إلى صورته في الماء حتى ذوى من هذا الهوس المرضي ووقع ميتًا على حافة الماء، فنبتت مكانه نبتة جميلة هي عبارة عن زهرة سميت على اسمه باسم نرسيس أو نرجس.

غير أن المصادر اليونانية ومن بعدها الرومانية مثل أشعار أوفيد في كتاب التحولات تتحدث عن قصص متعددة لنرسيس تختلف في أحداثها ووقائعها، ومن هذه الأساطير من أن نرسيس كان له أخت توأم وكانت تشبهه تمامًا وقد أحبها وعاش معها، فلما ماتت صار يتخيل صورته في صفحة الماء كأنها صورة أخته.

لماذا استحضار نرسيس؟

دخلت زرازير، مصطحبة مصورًا تلفزيونيًا، إذًا الحدث كان عراضة، وجزءًا من مسلسل يتزعم بدايتهُ الغموض، ونهايتهُ غير معروفة، إذ كل الأطراف إلى الآن لم تضع آلية منطقية للخروج بحلول مرضية للمودعين أجمعين، كيف لنائب تغييري وتشريعي، أن يضع حلولاً فردية وشخصية (نرجسية)، ويغفل أو يتغافل عن كونهِ ممثلاً عن الأمّة جمعاء، إضافةً إلى كونهِ عن النهج الذي انتخب على أساسهِ، المسألة ليست في الحق، بل في طريقة الحصول عليه، النائب لا ينبغي أن يتصرف بطريقة مليشيوية، حتى وإن كان المصرف خاطئًا، الأموال المنهوبة لدى الدولة التي تنتمي إليها زارازير، اذًا السهام يجب أن تصوّب نحو الدولة.

سنيتيا زرازير انتخبها الشعب، كي تدافع عن مصالحه أي الحق العام، فإذا بها تقتحم المصرف لكي تحصّل حقها الخاص.
في هذه الحالة بالذات فإن الحق العام يتعارض مباشرةً مع الحق الخاص. لأن الاموال المتبقية في المصارف لا تكفي الجميع، فعندما تأخذ زرازير حقها فإنها تأخذه من المودعين الباقين.
فبأي حق تستقيل زرازير من واجباتها تجاه الناس الذين انتخبوها؟، وبالتالي على زرازير أن تكون مسؤولة عن إيجاد الحلول للشعب كله بدل القيام بحركات استعراضية.

البطاقة الصحية موجودة
من المتعارف، أنّ ‏كل نائب لبناني، لديه بطاقة صحية مع تأمين صحي شامل /Full Coverage Medical Insurance
Class A/
في أهم المستشفيات في لبنان.
هل النائبة زرازير جديرة بالتعاطف أم تؤدي دورًا في مسرحية؟. غريب تصرفها ما بين مطلبي حقوقي أو استعراضي؟.
هل تجهل أنها مغطاة صحياً 100 في المئة عبر بطاقتها الصحية، بسقف تأمين 22.500 دولار فريش كعضو في البرلمان، بينما هي تصر على استرداد ال8500 دولار فوراً لإجراء عمليتها العاجلة كفارق التأمين؟. والتي يتردد أنها عملية تجميلية (عاجلة!!!!).

أين بقية النواب؟
يقول أحد المراقبين، زرازير ليست نائباً تغييرياً، فهي أقصر من مفهوم التغيير بكثير، الطريق تمر عبر الجماعة التشريعية لا عبر العراضات الفردية، نحن لسنا مع المصارف في السياسات المتبعة، ولكن تبدو زارازير، وكأنّها تشجّع المصارف على الإقفال ضمن مسلسل جديد وطويل ومنظّم، وسلسلة طويلة من سياسات حافة الهاوية، والتي لن تؤدي إلا للوقوع والارتطام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى