عريمط: المسلمون السنه في لبنان ليسوا بخير؟
الشمال نيوز – عامر الشعار
نشر في صحيتي اللواء ونداء الوطن مقالا” بعنوان:
((المسلمون السنه في لبنان ليسوا بخير؟))٠
القاضي الشيخ خلدون عريمط رئيس المركز الاسلامي للدراسات والاعلام٠
منذ أكثر من عام تقريبا كتبت مقالا في احدى الصحف اللبنانيه؛ بعنوان( المسلمون السنه في لبنان جرح نازف ومستقبل منشود) ومن المؤسف والمؤلم ان جرح المسلمين السنه كان وما زال نازفا؛ ومستقبلهم المنشود في حالة تفتت وارباك واحباط وشبه ضياع ، وخاصة على اثر تعليق الرئيس سعد الحريري ومعه تيار المستقبل لعملهما السياسي الوطني؛ ونتيجة ما اسفرت عنها نتائج الانتخابات النيابيه الاخيره في العاصمه بيروت ؛وفي بعض المناطق اللبنانيه ؛ وتؤكد الوقائع عمليا ان الجرح النازف للمسلمين؛ توسع وتمدد حتى اضحى استهدافا لهم ديمغرافيا على الارض والوجود؛ وسياسيا في المجلس النيابي وكتله ولجانه التشريعيه؛ وفي الحكومه ووزرائها ووزاراتها السيادية منها والثانويه ؛ ووظائفيا في الوزارات والمصالح المستقله وحتى في هيكلية البنك المركزي ودوائره واقسامه؛ ،وبعدها تهميشا لدورهم ورسالتهم الايمانيه والعربية التي حملوها ؛ ويحملونها كمسلمين سنه وطنيا وعربيا منذ امد بعيد ؛ والجرح يستمر في عمقه دما ودموعا ونزفا وتغييرا للبنان الصيغه والميثاق الذي نعرفه؛ حتى كاد لبنان في هذه الايام الصعبه؛ وفي عهد رئيسه القوي والرئيس الظل فيه؛ لا يشبه بيئته اللبنانيه اطلاقا؛ ولا ينسجم مع حاضنته العربيه نهائيا وربما معاديا لها ٠ افرزت الانتخابات النيابيه الاخيره المزيد من التحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر ؛ وتناغما متقطعا موسميا ومرحليا مع حركة امل كاحدى طرفي الثنائي الشيعي حزب الله وحركة امل؛ وبات المشهد السياسي على الساحه اللبنانيه؛ واضح المعالم والخيارات؛ رغم الاكثريه النيابيه المتحركه؛ وشبه التعادل الثابت؛ بين النواب السياديين والتغيريين والمستقلين من جهة؛ ونواب تحالف حزب الله والتيار الوطني الحر وحلفائهما من جهة اخرى؛ والتوافقات والصفقات؛ بين الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر على انتخاب رئاسة المجلس النيابي ونائبه ولجانه التشريعيه ؛ وتردد وضياع النواب التغييرين ومعهم بعض النواب المستقلين؛ تؤكد وتشير الى ان من سيتولى رئاسة مجلس الوزراء سيكون اسير خيارات ومصالح تحالف حزب الله والتيار الوطني الحر وحلفائهما؛ ومخالفة الدستور ومضمون وثيقة الطائف عمدا بتأخير الرئيس ميشال عون وجبران باسيل الاستشارات النيابيه الملزمه لاختيار الرئيس المكلف بتشكيل الحكومه ؛ رساله واضحه بان ارادة المسلمين السنه ونوابهم خارج المعادله السياسيه في لبنان؛ وهم( شاهد ما شافش حاجه) وان من سيختار رئيس الحكومه المقبله وحتى وزرائها وبرنامجها وبيانها السياسي؛ هما الثنائي حزب الله والتيار الوطني الحر( السيد حسن نصرالله والرئيس الظل جبران باسيل)؛ بعيدا عن الاستشارات النيابيه الملزمه بنتائجها لرئيس الجمهورية؛ كما هو مضمون وثيقة الطائف؛ ويؤكد ذلك مواصفات وشروط الرئيس الظل جبران باسيل المسربه لكل من تسول له نفسه الاقدام على تشكيل الحكومه القادمة ؛ ومنها الاستحواذ على وزارات معينه؛ واستمرار احتلال جبران باسيل لوزارة الطاقه التي اوصلت العتمة والظلام الى كل بلدة ومدينه في لبنان؛ وما زالت مستمره في نكران الواقع؛ والانفصال عن الذات؛ ومتجاهله لضياع 46 مليار دولار اميركي اكراما لخاطر عيون الصهر الطفل المعجزه؛ وبعد هذا وذاك يتسأل المسلمون السنه في مجالسهم الخاصه؛ الى متى سيبقى هذا الاستهداف المنظم والمبرمج لهويتهم الوطنية والاسلاميه ؛ والى متى ستبقى مناطقهم حصرا، وفي طرابلس وعكار والشمال تحديدا، حقل تجارب لتطبيق القوانين والانظمة المرعية الإجراء ؛وتهمة الارهاب والدعوشه؛ جاهزة ليلا ونهارا، وسيفا مسلطا على الرقاب؛ وسجن روميه مهيئ لأستضافتهم الطويله وبلا محاكمات سنوات وسنوات ؛ في الوقت الذي يسرح ويمرح الاخرون من بني وطنهم بأستعلاء؛ بكل انواع الممنوعات والمخالفات والتجاوزات على الاملاك العامه والخاصه ؛ وحتى حمل وتجارة الاسلحه الخفيفه والمتوسطه والثقيله بحجج واهيه، وادعاءات محلية واقليميه فارغه ٠ المسلمون السنه في لبنان حسموا خيارهم باتجاه السعي لبناء الدوله اللبنانيه الوطنيه العادله ؛ وسقط لديهم ومنهم قيادات سياسيه ودينيه كبيره، ليبقى لبنان سيدا حرا عربيا مستقلا ومؤكدين بان ليس لديهم مشروعا خارج اطار الدوله ومؤسساتها؛ في حين ان العديد من القوى السياسيه الاخرى لديها مربعاتها الامنيه ودويلتها وسلاحها وقوانينها الخاصه وتحالفتها الخارجيه؛ وحتى سجونها ومستودعات سلاحها وصواريخها ،؛ وتمارس ازدواجيتها بمقولة (ما لنا؛ لنا وحدنا؛ وما لكم ؛ لنا ولكم) وما خفي اعظم؛ ومن اجل ذلك ؛ ترى المصادر المطلعه والمتابعين والمراقبين؛ واهل الرأي ؛بأن المسلمين السنه في لبنان ليسوا بخير ؛ ومعهم لبنان كله كذلك ليس بخير٠