جمعية بناء الإنسان الخيرية في عامها العاشر

الشمال نيوز
جمعية بناء الإنسان الخيرية
في عامها العاشر … ويبقى العطاء مستمرا” .
======================
لم يكن الهدف من تأسيس جمعية بناء الإنسان الخيرية، زيادة رقم يُضاف على عدد الجمعيات، بل أردنا منذ بدء الفكرة بتأسيسها أن تكون جمعية نموذجية بعطائها، واضحة كالشمس بعملها، صادقة بالتزاماتها بقضايا الإنسان والمجتمع.
منطلقة من قراءتها بأن أزمة السلوك والفراغ والضياع التي يعاني منها الشباب اليوم وأزمة التفكك ضمن الأسرة الواحدة وضمن المجتمع الواحد تعود إلى أزمة البناء، أزمة بناء الإنسان.
ورأت أن هذه المسؤولية وهذه الأزمة تقع بالدرجة الأولى على عاتق مؤسساتنا التربوية والثقافية والفكرية والأهلية والمدنية، لعدم وجود مشروع أساس وقواعد لبناء الإنسان.
آمنت “جمعية بناء الإنسان الخيرية” منذ انطلاقتها بأن من حق الإنسان في إنماء ثروته العقلية وطاقاته الفكرية والإنسانية في أفضل الظروف التي تؤمّن له التفاعل السليم مع محيطه ومجتمعه، ومن حقه أيضاً في الطبابة والدواء والعلم والعمل والعيش الكريم، فكل ذلك ليس حكراً أو ملكاً لطبقة أو فئة بل إنه حق لكل إنسان. فقد قام القطاع الصحي- قسم الإسعاف الأولي بتخريج ثلاث دفعات من المسعفين والمسعفات بعد دورات تدريبية مكثفة على مبادئ الإسعاف الأولي بإشراف نخبة من الأطباء وذوي الإختصاص من أساتذة العلوم التمريضية، ليتحولوا إلى جنود متأهبين دوماً وفي أي لحظة لتلبية نداء الواجب والضمير متحدّين الصعاب دون تردد أو خوف، ونذروا أنفسهم للبقاء إلى جانب كل مريض ومحتاج وملهوف ومصاب.
وفي مهمات عدة مسعفي ومسعفات “جمعية بناء الإنسان الخيرية” وبجهوزيتهم المعهودة آزروا رجال إطفاء بلدية طرابلس البواسل.
أما قسم العمل الإجتماعي التابع للجمعية كان له الدور الكبير في مدينة طرابلس عندما هبّ الشمال من أقصاه إلى أقصاه إبان عدوان تموز 2006 لإستقبال أهلنا النازحين من قراهم وفتح أبواب البيوت والمدارس لإستضافتهم، بما يستحقون من تكريم، وتأمين ما يحتاجون إليه من مؤون وعناية ومأوى، وقبل كل ذلك وبعده بما تكنّ لهم القلوب من محبة وشراكة في المصير.
وتحت شعار “من لبنان إلى غزة .. شعب واحد .. نكسر الحصار لنصر قريب”، كان لقسم العمل الإجتماعي في “جمعية بناء الإنسان الخيرية” دوراً فاعلاً ومهماً في تجهيز سفينة الأخوة التي انطلقت من مرفأ طرابلس إلى ميناء غزة محاولة بكل إباء وصمود كسر الحصار الظالم عن أهلنا في غزة، والتي ما زالت محتجزة عند الكيان الصهيوني حتى يومنا هذا.
ودائماً وفي كل عام حرصت الجمعية على إحياء المناسبات الوطنية كذكرى الإستقلال الوطني رافعة شعار (ستبقى طرابلس مدينة الإعتدال والعروبة والعيش المشترك) مؤكدين على تمسك أهالي طرابلس بالإعتدال وعن حقهم في الدفاع عن هويتهم القومية وحرصهم على الوحدة الوطنية الذي تكرّس فعلاً يومياً لأبناء المدينة الشرفاء الذين لم يعرفوا ولم يحتضنوا الغلو ولا التطرف، وعلم أهل المدينة تكامل مع إيمانهم فأنتج علماء أفتخربهم كل لبنان وأمة العروبة والإسلام.
رفضنا الفتنة وعملنا جاهدين لدعم السلم الأهلي في لبنان وهذا الموقف عبرت عنه الجمعية بإحتفال ضخم كبير ومميز ضمّ كافة أطياف المجتمع الطرابلسي عام 2007، وحذرنا فيه آنذاك من أن نار الفتنة ستحرق الجميع، ونار الفتنة لا تعرف موالٍ ولا معارض ولا تعرف هذا المذهب ولا ذاك ولا هذه الطائفة ولا تلك، وبأن نار الفتنة ستحرق الجميع مؤكدين على أن لا مصلحة لنا إلا أن نعيش جنباً إلى جنب وكتفاً لكتف، وإلا فالكل خاسر.
وفي المناسبات الوطنية والدينية كان لـ “جمعية بناء الإنسان الخيرية” إطلالتها المميزة عبر مشاركتها في المسيرات والأنشطة المشتركة أو عبر قيامها بحواجز محبة في كافة طرقات المدينة ويتخللها توزيع الحلوى والورود على أبناء المدينة.
في القضايا العربية المحقة لم نكن على الحياد فإنتصرنا لفلسطين والعراق ولكل قضية تمسّ أمتنا من المحيط إلى الخليج.
فكان لنا عين على الوطن وعين على من قسى الدهر عليه.
مددنا أيدينا لكل الشرفاء والمخلصين من أجل العمل الجاد والفاعل ولحشد كل الطاقات في خدمة كل ضعيف وملهوف ومحتاج، ولوضع أسس وقواعد وبرامج عمل مشتركة هادفة نسعى جميعاً لتنفيذها ضمن أطر عمل جماعي منظم وجاد. ونعلم أن المشوار شاق طويل… وستبقى “جمعية بناء الإنسان الخيرية” معكم ولكم وعهدها بأن المسيرة التي آمنت بها ولأجلها انطلقت، باقية ومستمرة، لأن عزيمتنا متينة… وإرادتنا قوية.
? انطلاقاً من هذا نتشرف
بدعوتكم للمشاركة في إحتفال الذكرى العاشرة لإنطلاقة جمعية بناء الإنسان الخيرية
والذكرى الأولى على إطلاق جريدة بناء الإنسان.
? الزمان: يوم الجمعة 6 / تشرين أول / 2017 تمام الساعة السادسة مساء.
? المكان: طرابلس – الرابطة الثقافية – قاعة المؤتمرات.