اخبار عكار والشمال

سامر كبّارة: “سيرة ذاتيّة” مختلفة

الشمال نيوز  – عامر الشعار

سامر كبّارة:
“سيرة ذاتيّة” مختلفة!
جوزاف وهبه

مَن ينظر في “السيرة الذاتيّة” للناشط السياسي الشمالي (هل لا يزال شماليّاً، أم بات وِسع البلد؟) سامر كبّارة، إنّما يكتشف (من خلال مواقفه المثيرة للجدل، ومن خلال شبكة لقاءاته وعلاقاته، وصولاً إلى قصر بعبدا الرئاسي والسراي الحكومي..) أنّه يحمل “تناقضاً مثيراً للإهتمام” يقلّ وجوده ليس على مساحة طرابلس الكبرى فقط، بل على مساحة الوطن بكامله:فهو ينتمي عائليّاً (العائلة الصغرى والعائلة الكبرى) إلى الأطر السياسيّة التقليديّة (بمعناها الرسمي المؤسّساتي)، حيث أنّه من جهة في علاقة “مصاهرة” مع رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، ومن جهة ثانية على قرابة “لحم ودم” من ناحية عمّه الوزير السابق محمد عبد اللطيف كبّارة، وإبن عمّه النائب الحالي كريم كبّارة..ولكنّه ينتمي سياسيّاً إلى “النفَس الشبابي” التغييري، حيث شكّل علامة فارقة في انتفاضة تشرين 2019، وإلى “النفَس السيادي الوطني” من حيث إجهاره الإنتماء الكلّي إلى سيادة الدولة على جميع الأراضي اللبنانيّة، وإلى حصر السلاح (كلّ السلاح، بما فيه سلاح حزب الله والسلاح الفلسطيني) بيد الجيش اللبناني وباقي القوّات الأمنيّة المسلّحة:فمِن أين يأتي بكلّ هذا الهامش السياسي، ومن أين يأتي بجرأة التعبير والممارسة؟
يبدو أنّ “السياسي سامر” لا يبني مواقفه على رمال الحسابات الإنتخابيّة أو الشعبويّة الضيّقة، بل يفتح النار على عناصر الضعف (والفساد المستشري..) كما فعل بالنسبة لمرفأ طرابلس، قبل أن تبادر أجهزة الدولة إلى وضع اليد تدريجيّاً على مكامن التهريب والتزوير والمستوعبات التي تخرج بلا تدقيق ولا جمرك.”الصوت العالي” في دهاليز مرفأ المدينة قد يكون مُكلفاً شعبيّاً (كُثر من الناس ينظرون إلى التعرّض لأحوال المرفأ على أنّه مؤامرة ضدّ المدينة..)، كما أنّه لا بدّ أن يصطدم بشبكة مافياويّة عريقة ومتجذّرة يحذر الكثيرون من المسّ بمصالحها..لكنّه فعل، غير مبالٍ بالنتائج، وكان أن بادرت أجهزة الدولة لاحقاً إلى الحدّ من نفوذ القوى المهيمنة، وصولاً إلى مرفأ طبيعي شرعي، لا يفرّ منه المستوردون القانونيّون إلى مرفأ بيروت، كما هو حاصل راهناً!
“الشاب سامر” لا يتردّد في حمل رسالة ووجع الشباب إلى المسؤولين:يلتقي الوزراء المعنيّين في قضايا الأمن والبيئة والنظافة..كما يلتقي رئيس الحكومة نوّاف سلام، مسلّماً إيّاه في السراي الحكومي شبه مذكّرة تتضمّن المطالب العاجلة والطويلة الأجل، بحثاً عن خطّة تنمويّة تليق بمستقبل طرابلس والشمال والجيل الصاعد..ومؤخّراً، يلتقي رئيس الجمهوريّة جوزيف عون، على رأس وفد من رجال الأعمال الشباب، طارحاً قضايا العمل والإنتاج والمشاريع والإستثمارات التي يمكن لها أن تحوّل نقاط الضعف في طرابلس (والشمال) إلى نقاط قوّة يمكن أن يستفيد منها كامل الإقتصاد اللبناني..
صحيح أنّ سيرة “سامر” الذاتيّة تبقى حمّالة أوجه وأسئلة، وخاصّة لجهة مدى اهتمامه بالإستحقاق النيابي القادم في أيّار 2026، إلّا أنّه – عند الحشرة – يحتمي بالقول الشهير للرئيس سعد الحريري “كل شي بوقتو حلو..”، وهذا قول – كما السيرة – يحمل ال “نعم” ويحمل ال “كلّا”، لكنّه لا يبالي، فهو يتحرّك وكأنّ كلّ يوم هو “يوم إنتخابي..”!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى