اخبار عكار والشمال

عكّار العتيقة… البلدة التي لا يُختصر صوتها

الشمال نيوز  – كتب حسين دياب

عكّار العتيقة… البلدة التي لا يُختصر صوتها

هي عكّار العتيقة… كانت وما زالت بلدة الشهامة والعنفوان بلدة النخوة التي لا تُشترى والرجولة التي لا تتبدّل. كانت واحدة موحّدة، تآلف أهلها وانصهروا في بوتقةٍ واحدة عنوانها المحبّة والتآخي تشابكت قلوبهم قبل أياديهم وتعانقت حكاياتهم رغم اختلاف التفاصيل.
أمّا تمايز الآراء وتباين المواقف فكان دائمًا علامة صحّة وحيوية لا موطن خلاف ولا باب شقاق.

هذا كلّه… كان قبل أن يتقدّم إلى الواجهة بعضٌ من أبنائها ويتمادَوا في شرذمة نسيجها وتشتيت موقفها وصولا إلى مواقف فتنوية خدمةً لمصالحهم الضيّقة متستّرين خلف شعاراتٍ لا تمتّ بصلة لروح البلدة ولا لعمق تاريخها. أرادوا للناس أن يصدّقوا بأن صوتهم هو صوت عكّار العتيقة وأن رأي جماعتهم الضيّقة هو موقف البلدة بأكملها.
ولكن هناك حقيقة لا تقبل الجدل ولا تحتاج إلى إثبات:
لا أحد كائنًا من كان يملك حقّ الكلام باسم البلدة فهي ليست إرثًا لعائلة ولا ساحة لفريق ولا منصة لمن يحاول استثمار اسمها ومن يتحدّث إنما يتحدّث باسم جماعته فقط ورأيه يعبّر عنه وعن دائرته هو لا عن آلاف الرجال والنساء الذين لم يوكّلوا أحدًا ولم يسلّموا أصواتهم لمن يحاول اختصارهم.

إنّ أخطر ما يمكن أن يواجه مجتمعًا متماسكًا هو أن يتصدر مشهدَه من يُتقن رفع الصوت لا بناء الموقف ومن يُجيد صناعة الضجيج بدل صناعة الإجماع هؤلاء حين يفرضون أنفسهم ممثّلين عن البلدة لا يرفعون شأنها بل يعتدون على حقّ أهلها جميعًا ويشوّهون صورتها أمام الآخرين ويدفعونها إلى معارك ليست من طباعها ولا من أدبيّاتها.
فالتاريخ يشهد أنّ قوة عكّار العتيقة كانت دائمًا في وحدتها وفي رجالها الذين يعرفون أن الطبع الأصيل لا يلغي اختلاف الرأي وأن البلدة الكبيرة لا تحتاج وصيًا عليها ولا متحدثًا حصريًّا باسمها بل تحتاج إلى من يحترم تنوّع أهلها ويعرف أنّ قرارها لا يُكتب في غرفة مغلقة ولا يُختزل في فريقٍ مهما حاول أن يُكبر ذاته.
لذلك يبقى القول الفصل:
عكّار العتيقة لا يتكلّم باسمها إلّا أهلها مجتمعين وكل من يدّعي غير ذلك إنما يتحدث باسم نفسه وبعض اتباعه لا باسم البلدة التي ستبقى أكبر من كل العناوين الضيقة وأشرف من كل المصالح العابرة وأقوى من كل محاولة لاحتكار صوتها.
عاشت عكار العتيقة أبية.
أخوكم حسين دياب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى