اخبار عكار والشمال

عكّار العتيقة.. تفتّش عن قلبها

الشمال نيوز  – كتب حسين دياب

عكّار العتيقة.. تفتّش عن قلبها

 

في الانتخابات النيابية الماضية، بدت عكّار العتيقة كأنها تنظر إلى نفسها في مرآة غائمة أصواتٌ تتبعثر كحبّات المطر على أرضٍ عطشى ووجوهٌ تبحث عن قرارٍ كان يوماً واحداً صلباً يشبه صخور البلدة التي لا تنكسر بسهولة.

تلك المرة تفرّق الناس كما لو أن خيط النَسَب انقطع وكأن البلدة فقدت بوصلتها في ليلٍ طويل.
كان المال الانتخابي يمشي بين البيوت كالظلّ الثقيل يطرق الأبواب ولا يكتفي يشتري لحظة ويخطف موقفاً ويزرع في النفوس شعوراً بأن صوت المواطن لم يعد صراخاً في وجه الظلم والفقر والتجاهل بل ورقةً قابلة للبيع في مزادٍ لا يشبه تاريخ هذه الأرض.
وتحوّلت حاجات الناس إلى “ورشة ناخب”، حيث تُقاس المواقف بقدر ما يُعطى لا بقدر ما يُؤمَن به وهنا كان الجرح: أن يتحوّل الألم الفردي إلى وسيلة تفرّق الجماعة.
لكن رغم هذا المشهد لم يخفت نبض البلدة لأن الوحل الذي يُغطي النهر لا يغيّر اتجاهه. وعكار العتيقة بما فيها من حكمة القرى القديمة، تعرف أنّ ما جرى لم يكن إلا علامة على غياب المشروع الجامع الذي يضع الناس في خندقٍ واحد ويمنحهم حلماً واحداً يستحقون أن يسعوا إليه.
يعود المشروع حين يتذكّر أبناؤها أنّ القوة ليست في كثرة الأصوات بل في اجتماعها.
المطلوب وبسرعة تتشكّل هيئة او لجنة تجمع فعالياتها وعائلاتها بالتفاهم مع بلديتها لا لتقسيم النفوذ بل لتوحيد الرؤية لاكبر عدد من ابنائها والهدف اعادتها الى ألقها وماضيها المجيد وتقدَّم للناس مرشّح من ابنائهم نزيهٌ صادق لا يرفع صوته بالمال، بل بالحقّ.
حين نعيد للصوت قيمته وللانتخاب كرامته وللبلدة حلمها القديم بأن يكون لها مقعدٌ يُشبه وجهها.
مرحبا منها يُرسم لها مشروعٌ إنمائي واضح كخريطةٍ تحفظ ماءها وطرقاتها وفرص أبنائها. مشروعٌ يضع الجميع أمام هدف واحد، لا يتزاحمون عليه، بل يلتقون عليه.
عكار العتيقة ليست بلدة تتوه بل بلدة تتذكّر وما حدث ليس سقوطاً بل نبضةُ إنذار تقول: اجتمعوا كي تبقوا.
فالقرار الذي يشتّته المال تعيده الإرادة.
والصوت الذي يُباع في لحظة يستطيع أن يولد من جديد إذا حملته قلوبٌ تعرف قيمة الأرض التي تمشي عليها.
هذه البلدة تستحق أن تعود كما كانت قلباً واحداً وإن تعددت الأسماء.
اخوكم حسين دياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى