اخبار لبنان ??

شروط تجديد دور لبنان الثقافي

الشمال نيوز  – عامر الشعار

*شروط تجديد دور لبنان الثقافي*

اقام النادي الثقافي العربي غروب امس الجمعة ندوة في مقره في الحمراء تحت عنوان : ” تجديد دور لبنان الثقافي ” وهي ندوة افتتاحية لبرنامجه الثقافي لسنة 2025- 2026 والذي انطلق امس ويمتد حتى شهر حزيران
وقد توليت تقديم وادارة هذه الندوة التير استضافت وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة والباحث والمفكر الدكتور خالد زيادة وسط حضور حاشد غصت فيه قاعة النادي بحضور ممثلين عن السفارة الايرانية والسفارة العراقية.
بعد الوقوف افتتاحا مع النشيد الوطني اللبناني ادليت بمداخلة في ما ياتي نصها
مساء الخير،
دولة الرئيس فؤاد السنيورة،
السادة إدارة وأعضاء النادي الثقافي العربي،
الأصدقاء الأعزاء السادة الحضور،
أيها الحفل الكريم.
شرفتني إدارة النادي الثقافي العربي، في أن أتولى إدارة وتقديم الندوة الأولى المقررة في بداية انطلاق البرنامج الثقافي للنادي هذه السنة، والمؤلف من ستة عشرة ندوة ومحاضرة، تبدأ اليوم ويكون أخرها في السادس من حزيران المقبل، على أن يشمل البرنامج ندوات ومحاضرات ونقاشات أسبوعية تطال اغلب أوجه المواضيع والقضايا والتي تحظى بالاهتمام والتي تتصل بالحياة الوطنية اللبنانية والعربية من ثقافية وسياسية وفكرية.
ونحن اليوم على موعد للاستماع إلى علمين من أعلام الفكر والثقافة في لبنان، وعنيت بهما المحاضرين الكريمين معالي وزير الثقافة في الحكومة الحالية، والمثقف المتميز السباق الدكتور غسان سلامة، والسفير السابق والأكاديمي والباحث والمفكر الدكتور خالد زيادة.
سأختصر في كلامي قدر الإمكان، مقدما معالي الوزير سلامة:
معالي الوزير غسان سلامة، شغل سابقا منصب وزير الثقافة بين العامين 2000 و2003 في ظل حكومة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وخلال تلك الفترة كُلف بمهمة تنظيم قمّة بيروت العربية التي عُقدت في آذار 2002، وتبنى فيها العرب مبادرة ولي العهد السعودي آنذاك الأمير عبد الله بن عبد العزيز، والتي عُرفت بمبادرة السلام العربية والتي وضَعت أسس الموقف العربي للسلام مع إسرائيل، مقابل انسحابها من الأراضي العربية وإنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود العام 1967 وعودة اللاجئين، وهي المبادرة التي عُرفت بمبادرة “الأرض مقابل السلام”. كما أشرف الوزير سلامة على تنظيم القمة الفرانكوفونية في لبنان في تشرين الأول 2002، وكان في كلتا القمتين رئيساً للهيئة التنظيمية وناطقا رسمياً.
عمل سلامة مستشاراً سياسياً لبعثة الأمم المتحدة في العراق العام 2003، حيث ساهم في إنشاء مجلس الحكم الانتقالي في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين.
كما كان أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تعيينه مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة إلى ليبيا، خلفاً للألماني مارتن كوبلر.
لغسان سلامة العديد من المؤلفات باللغتين بالفرنسية والعربية حول قضايا مختلفة، ابرزها كتاب : المجتمع والدولة في المشرق العربي،
ومن بين إصداراته: “نحو عقد عربي جديد-بحث في الشرعية الدستورية”، و”أميركا والعالم.. إغراء القوة ومداها”، و”السياسة الخارجية السعودية منذ العام 1945… دراسة في العلاقات الدولية”. “إغواء آريس: الحرب والسلام في القرن الحادي والعشرين”، الصادر عن دار فايار الفرنسية.
أما الدكتور خالد زيادة فهو اشهر من ان يعرف عنه، وكماهو معروف، فهو كاتب ومفكر وباحث وأستاذ جامعي ، شغل منصب سفير لبنان في جمهورية مصر العربية والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية. وله العديد بل العشرات من المؤلفات والأبحاث المنشورة والتي لا يتسع الوقت لتعدادها.
يُعتبر زيادة باحثا في التاريخ الاجتماعي والثقافي وإذا كان قد ركز أعماله على الفترة الحديثة فإن شاغله الأساسي كان رصد التحولات التي طرأت على الأفكار والاتجاهات الاجتماعية والتي أصابت المؤسسات الإدارية والعلمية
نُشر له كتابُ، “يوم الجمعة يوم الأحد»، وقد تُرجم إلى اللغات الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية. ثم «حارات الأهل جادات اللهو» وتُرجم إلى الإنكليزية. ثم «بوابات المدينة والسور الوهمي». وقد صدرت الكتب الثلاثة في مجلد واحد عن دار الشروق.
كما حقق ونشر مفكرنا خالد زيادة، العديد من الكتب والرسائل، والنصوص وهي بالعشرات و التي لا يتسع الوقت لتعدادها؟
يعمل الان مديرا للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في بيروت الذي ينتج العشرات من الكتب سنويا. وهو مستمر في الابحاث والانتاج الفكري.
لكني قبل أن أعطي محاضرينا الكريمين، الكلام، أود التوقف أمام الموضوع الذي نجتمع من أجله وهو عنوان الندوة الذي يقول بـ” تجديد دور لبنان الثقافي”
والواقع أن هذا الموضوع فيه الكثير من الطموح أو التسرع المبالغ فيه، والكثير من التحدي، ما يجعله حسب وجهة نظري، موضوعا صعب التحقق والمنال.
نحن نعرف أن المرحلة الذهبية للبنان، قد تبلورت وظهرت وانتشرت وتصاعدت، إبان سنوات الخمسينات والستينات، لتأتي بعدها مرحلة الاضطراب والارتباك والتدهور والانفجار الذي سجله العام 1975 .
أميل إلى الاعتقاد والقناعة، أن المسألة الثقافية والفكرية والإبداعية الفنية في أي مجتمع من المجتمعات، لا تنفصل عن مرحلة او حالة النهوض الاقتصادي والتماسك السياسي والاستقرار الأمني.
ولهذه الأسباب ومن دون أن أطيل الشرح والتفسير، أرى انه من غير الممكن أن نتحدث ونأمل بتجديد دور لبنان الثقافي الذي كان، من دون إعادة تجديد وإقامة وإنعاش دور لبنان الاقتصادي والعمراني والمالي في ظل استقرار سياسي وأمني مستدام ومستقر، أو من دون التقدم القوي، على طريق تطبيق اتفاق الطائف الذي وضَع حداً للحرب الاهلية وخرج بصيغة خلاقة مميزة لمعالجة المشكلات السياسية والوطنية
السادة الكرام،
بلغت الحياة الثقافية في المدة الاخيرة مرحلة صعبة بل متدهورة في مختلف انحاء واتجاهات الانتاج الثقافي في لبنان.
وهنا ساورد بعض الارقام والامثلة من باب التدليل والتاكيد على اهمية توجهنا واهتمامنا ومن اجل التحفيز للعمل الجاد.
في انتاج الكتب
لقد تراجع انتاج دور النشر في الكتب الجديدة تراجعا كبيرا . وساورد بعض الامثلة لاعطاء فكرة عن حالة النشر اللراهنة.
على سبيل المثال: الدار العربية للعلوم ناشرون انتجت في العام 2010 545 كتابا وفي السنة الحالية 159 كتاب.
. دار الفرابي 104 كتب عام 2010 تراجعت الى 52 كتاب عام 2025 .

. المركز الثقافي العربي، انتجت 53 كتابا في العام 2010 الى 16 عشر كتاب في العام الحالي.
. رياض الريس للكتب من 31 كتاب في 2010 الى 18 كتاب في العام الحالي.

في الانتاج الدرامي مثلا تراجع الانتاج كثيرا لدرجة انه في العام 2015 تم انتاج ( 16 عشرة مسلسلا لبنانيا سوريا مشتركا) ليتراجع الانتاج هذه السنة الى ( 2 مسلسلين فقط) من انتاج شركة الصباح.
والحالة نفسه تنسحب على الفن التشكيلي واعمال الرسم والاعمال المسرحية اذ ان المسارح العاملة يمكن عدها على اصابع اليد ةهي نادرة الوجود او الحياة والنشاط.
في انتاج الافلام الطويلة كان الانتاج اللبناني بحدود 15 فيلما طويلا في السنة قبل عشر سنوات ليصل الان الى فيلم واحد او فيلمين، فقط.
من هنا وجوابا على سؤال عنوان الندوة التي نجتمع من اجله، أي تجديد دور لبنان الثقافي، فاني اعتقد جازما أن ذلك ليس ممكنا من دون تحقق الشروط التي أشرت أليها في كلامي اي اعادة الاصلاح والتجديد والنهوض الاقتصادي والمالي مرفقا بالاستقرار السياسي والامني.
اترك لمحاضرينا الكريمين شرح وجهة نظرهما إزاء الموضوع على أن يكون الكلام أولا من نصيب معالي وزير الثقافة غسان سلامة فليتفضل:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى