اخبار عكار والشمال

بيان ومناشدة من الناشط الأممي في مجال حقوق الإنسان الشيخ حسام العلي

الشمال نيوز  – عامر الشعار

بيان ومناشدة من الناشط الأممي في مجال حقوق الإنسان الشيخ حسام العلي

أنقذوا السودان … وأنقذوا ما تبقى من ضمير الأمة

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، القائل: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه”.

أيها الإخوة والأخوات،
أيها العرب والمسلمون،
يا أصحاب القلوب الحية والضمائر التي لم تمت بعد،

ما يجري في السودان اليوم ليس نزاعاً عابراً ولا خلافاً داخلياً كما تحاول بعض الأصوات أن تصوره، إنها مجزرة مفتوحة أمام أعين العالم، تباد فيها مدن وأحياء، وتحرق فيها الذاكرة قبل الحجارة، ويشرد فيها الأبرياء بلا مأوى ولا أمل.

إن الدماء التي تجري من البحر إلى السماء هي نتيجة مباشرة لمشاريع دولية خبيثة، تعمل على إعادة رسم الخرائط وتمزيق الأوطان وفق مصالح القوى الكبرى، بينما يباع لنا المشهد تحت عنوان “حربٍ أهلية”، حتى لا يسأل أحد عن الجلاد الحقيقي.

السودان يباد … والعالم يتفرج، والصمت هنا ليس حياداً، بل مشاركة في الجريمة، ومن يملك الصوت ولا يصرخ، فقد اختار أن يقف في صف الجلاد لا الضحية.

إن واجبنا الشرعي والإنساني يحتم علينا ألا نصمت، وألا نغض البصر عن هذه الكارثة. قال تعالى:
“ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً”.

فإحياء النفس، ونصرة المظلوم، ومنع الفتنة، هي فرائض لا تسقط بالصمت، ولا تبرأ الذمة بالتمني.

يا أهل الإسلام والعروبة،
ما يحدث في السودان اليوم هو صدى لوجع واحد يمتد من غزة إلى لبنان، ومن العراق إلى سوريا واليمن، ومن ليبيا إلى مصر والأردن … إنها محنة الأمة الواحدة التي تستهدف في كرامتها وهويتها ومقدساتها.

فلتكن صرختنا اليوم صرخة وعي لا انفعال، وعمل لا شعارات.

فلنقف وقفة رجل واحد، ولنعلنها مدوية: كفى ذبحاً للشعوب، كفى تمزيقاً للأوطان، كفى تواطؤاً مع الصمت.

• المطلوب الآن:

1.تحرك إسلامي وعربي عاجل لوقف إطلاق النار وإنقاذ المدنيين وفتح الممرات الإنسانية.

2.موقف واضح من العلماء والمفكرين والهيئات الدينية يحرم الصمت ويجرم القتل ويعلن النصرة للمظلومين.

3.دعم مباشر للمنظمات الإنسانية والإغاثية العاملة في السودان وغزة وسائر ميادين الألم.

4.تحقيق دولي شفاف يحمل المسؤولية لكل من تلطخت يداه بدم الأبرياء.

5.توحيد الصوت الإعلامي لمواجهة حملات التضليل التي تبرر العدوان وتخفي الحقيقة.

أيها الإخوة، لن يرحمنا التاريخ إن سكتنا، ولن يغفر لنا أبناؤنا إن تركنا الحق يذبح أمامنا فلنرفع أصواتنا جميعاً، ولنتحرك كل بما يملك، حتى لا يكون الصمت خيانة لله وللإنسان.

اللهم إنا نشهدك أننا لم نصمت عن الحق، ونسألك أن تحفظ السودان وأهله، وغزة وكل بلاد المسلمين، وأن ترد عن أمتنا كيد المعتدين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى