المؤتمر الشعبي اللبناني: العدوّ يخرق اتفاقات وقف إطلاق النار بعدوانه وإجرامه
الشمال نيوز – عامر الشعار
المؤتمر الشعبي اللبناني: العدوّ يخرق اتفاقات وقف إطلاق النار بعدوانه واجرامه ..
مع تجدّد العدوان على غزّة هاشم، ونكث العدوّ باتّفاق وقف إطلاق النار الذي كان قد ادّعى أنّه سيلتزم به، حيث ارتقى 104 شهداء بينهم 60 امرأةً وطفلاً وأصيب 253 جريحاً، وهذا جرياً على عادته وما يقوم به في لبنان من خروقات يوميّة وجرائم كان آخرها استشهاد الشرطي البلدي ابراهيم سلامة في المبنى البلدي في بليدا؛ أصدر المنسّق العام للمؤتمر الشعبي اللبناني الدكتور عدنان بدر بياناً جاء فيه:
أمام هذه الجرائم العنصريّة من العدوّ الصهيوني المتكرّرة ضدّ اللبنانيّين حيث بلغ من ارتقى من الشهداء قرابة 400 شهيد منذ وقف إطلاق النار بتاريخ 27-11-2024، كما يتصاعد عدد الشهداء والجرحى في غزّة بعد وقف إطلاق النار، والسؤال هنا: أين دور الدول الضامنة والراعية لوقف إطلاق النار؟! لذلك نطالب هذه الجهات بوضع حدٍّ للعدوان والاختراقات وإلّا ستتحوّل الأمور إلى مسارات من الحرب والمواجهة من جديد.
وقال بدر: إنّ التطبيع مع العدوّ الصهيوني، بكافّة أشكاله وأنواعه على إطلاقها وبخاصّة في ظلّ الحصار الشامل والعدوان الصهيوني المتمادي على أهلنا في غزّة – مهما كانت مبرّراته معلنة أم غير معلنة-، والعدوان شبه اليومي في الضفّة الغربيّة وعلى لبنان، هو بمثابة دعم وتأييد للعدوان، وبناءً عليه يكون التطبيع مدان ومرفوض بالمطلق، وإنّ الوقائع والمجريات أسقطت اتّفاقيّات السلام المزعوم الموقّعة معه، حيث أنّ المجازر الصهيونيّة تستدعي من الدول والمنظّمات العربيّة والإسلاميّة المطبّعة العودة عن خطيئة التطبيع، وإعلان الدعم والانتصار للأهل في غزّة والضفّة وسائر فلسطين، وإلّا كان التضامن منقوصاً لا يعتدّ به، ولا يريح أرواح الشهداء التي ترفض المواقف المتردّدة.
وأضاف بدر: لقد كانت منذ أسبوعين مناسبة اليوم الدولي للقضاء على الفقر بتاريخ 17-10-2025، في الوقت الذي دمّر فيه العدوّ الصهيوني 94% من الأراضي الزراعيّة في غزّة، حيث تقلّصت من 93 ألف دونم إلى 4 آلاف دونم، ويضاف إليه منع أهالي القرى اللبنانيّة من العودة إلى ديارهم وإتمام قطاف مواسم الزيتون والعناية بمزروعاتهم؛ فإنّ هذا التدمير وهذا المنع يتمّ تصنيفهما بموجب الاتّفاقيّات الدوليّة ذات الصلة أنّه بمثابة حرب ضدّ الإنسانيّة، وهذا يوجب على المنظّمات والمؤسّسات الوطنيّة والإقليميّة والدوليّة والأمميّة أن تقوم بدورها في محافلها بدون استثناء، وذلك لوضع حدّ نهائي لأبشع جرائم التدمير غير المسبوقة في العصر الحديث.
وقال بدر: بحدود ما نشر وأذيع في وسائل الإعلام على أنواعها وتعدّدها، لم يسجّل لأيّ من الجهات العربيّة والإسلاميّة الشكر والثناء للرئيس الكولومبي غوستاف بيترو، الذي فرضت الخزانة الأمريكيّة عقوبات عليه وعلى جميع أفراد عائلته؛ كما قامت الإدارة الأمريكيّة الشهر الماضي بإلغاء تأشيرة الرئيس الكولومبي بعد أن انضمّ إلى احتجاج مؤيّد للفلسطينيّين في نيويورك وحثّ الجنود الأمريكيّين على عصيان أوامر ترامب، وكلّ هذه العقوبات في الحقيقة هي بسبب مكافحته لتجارة المخدرات مع أمريكا ولدعمه المقاومة الفلسطينيّة في غزّة وكلّ فلسطين، وعرضه لتشكيل جيش يقاتل في فلسطين برئاسته أو بدونها؛ وإنّه لمن المؤسف أنّ الموقف الكولومبي الشجاع قد تجاوز الكثير من المواقف العربيّة والإسلاميّة والدوليّة، وهذا يدفعنا لتوجيه التحيّة والاعتزاز بموقف كولومبيا العظيم والمنتصر لأطفال ونساء ورجال غزّة الأبطال.
وأشار بدر إلى أنّ المحكمة الجنائيّة الدوليّة أعلنت في متن قرار لها منذ حوالي العشرة أيّام أنّ العدوّ ملزم بضمان تلبية الاحتياجات الأساسيّة للسكّان المدنيّين الفلسطينيّين؛ وإنّ هذا القرار يعتبر بمثابة إدانة دوليّة حاسمة وصارخة ضدّ العدوّ الصهيوني في تعامله مع الأهل في غزّة والضفّة الغربيّة وسائر فلسطين، وإنّ لفظة “ملزمة” هي صيغة آمرة للعدوّ وقيادته، في تحديد كيفيّة تعامله مع أهلنا في فلسطين، خاصّة أنّها صادرة من أعلى مرجع قضائي دولي قراراته غير قابلة للطعن، وبهذا يكون القرار ملزماً أيضاً لكلّ الجهات العاملة على سيادة الأمن والسلم الدوليّين في العالم، ممّا يفرض عليها أن تؤدّي دورها على أفضل وجه، عملاً بما نصّت عليه المواثيق والقواعد والأعراف الموجبة بهذا الخصوص.
وختم بدر: إنّ أيّ هدنة مع هذا العدوّ المجرم لا تعدو كونها هدنة مؤقّتة، وذلك لأنّ أطماع العدوّ الصهيوني في بلادنا ليست سرّاً وكان أعلنها النتن ياهو، ولكن علينا أن نعود بالذاكرة دائماً إلى الرعب الذي يصيب العدوّ وجيشه مع المجاهدين الأبطال عند كلّ محاولة للتوغّل واحتلال غزّة هاشم، حيث تتعرّض قوّاته لعمليّات يوميّة من المقاومين، ومع تصاعد العمليّات ضدّ العدوّ وارتفاع منسوب خسائر العدوّ البشريّة والمادّيّة يضطرّ للانسحاب، وهذا ما جرى في العام 2005، وسيتكرّر كلّما حاول الكيان الغاصب أن يحتلّ أرضنا ويقضم ترابنا.
*مكتب الإعلام المركزي في المؤتمر الشعبي اللبناني*
الجمعة ٣١-١٠-٢٠٢٥