عون وسلام: خلاف الرئاستين يضعف لبنان؟
الشمال نيوز – عامر الشعار
*عون وسلام: خلاف الرئاستين يضعف لبنان؟*
*خاص: جريدة الرقيب الالكترونية*
تشهد الساحة اللبنانية توتراً خفيّاً بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام على خلفية أزمة “إضاءة الصخرة”، وهو توتر غير مبرّر في ظل الظروف الدقيقة التي تشهدها المنطقة، والتي يمر بها لبنان خصوصاً لناحية العدوان الإسرائيلي المستمر والتهديدات بحرب جديدة. وكان يُفترض، بل يجب، أن تكون العلاقة بين الرجلين نموذجاً للتكامل لا أن تعكّرها تفاصيل ثانوية لا تسمن ولا تغني من جوع.
فالرئاسة والجيش هما عماد الاستقرار وضمانة الوحدة، والحكومة هي الإطار السياسي والدستوري الجامع لكل الأطياف اللبنانية، وأي خلل في العلاقة ينعكس مباشرة على ثقة اللبنانيين بمؤسساتهم. ولا يُخفى أن الجيش، المحسوب معنوياً على رئيس الجمهورية، يُفترض أن يبقى خارج السجالات السياسية.
إن التباعد بين الرئاستين يفتح الباب أمام اهتزاز السلم الأهلي ويغذّي المشاريع الفئوية، فيما لبنان أحوج ما يكون إلى وحدة مؤسساته.
هناك من يرى أن رئيس الحكومة نواف سلام لم يُصِب في التعرض للمؤسسة العسكرية أو التشكيك بأدائها، كما حصل في انتقاده الأخير للجيش والقوى الأمنية واتهامهما بالتقاعس على خلفية فعالية إضاءة صخرة الروشة. فهم يعتبرون ان الجيش ليس طرفاً سياسياً بل هو مؤسسة جامعة وحصن لجميع اللبنانيين، واستهدافه يضعف الدولة بمجملها.
وفي المقابل، يرى آخرون ان ما اقترفه حزب الله لا يقلّ خطورة بل هو خطأ مقصود، إذ يواصل وضع البلد في مواجهة مفتوحة مع باقي اللبنانيين في الداخل ومع المجتمع الدولي والعالم العربي عبر سياساته وتحدّيه الدائم للسلطة وللبنانيين، آخذاً لبنان رهينة حساباته الإقليمية.
ومع ذلك، يبقى التعدي على رئاسة الحكومة مرفوضاً، لأنها تمثل ركناً ميثاقياً ودستورياً لا يخص شخص الرئيس وحده بل ركناً ميثاقياً ودستورياً اساسياً في النظام اللبناني.
أما المطلوب اليوم، فهو إن يترفّع عون وسلام فوق الحساسيات وأن يضعا مصلحة لبنان أولاً. فالشراكة بين الرئاستين ضرورة لحماية الاستقرار وصون الدولة، والمسؤولية الوطنية وحدها تحصّن لبنان من الانزلاق نحو الفوضى أو التقسيم.
https://alrakeeblb.com/2025/10/01/عون-وسلام-خلاف-الرئاستين-يضعف-لبنان؟/
https://chat.whatsapp.com/I09liQusN8o1Kvo0ndGAAh?mode=ems_copy_c