لا سلاح فوق الدولة… ولا مقاومة تُبرر مصادرة الوطن
الشمال نيوز – عامر الشعار
لا سلاح فوق الدولة… ولا مقاومة تُبرر مصادرة الوطن
بقلم محمد خلدون عريمط
في تصريحٍ يكشف بوضوحٍ نوايا “الدويلة” ويطيح بما تبقّى من هيبة الدولة، خرج الشيخ نعيم قاسم ليقول بلسان متحدٍ: “لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح حزب الله”، وأضاف بكل صفاقة: “شيلوها من قاموسكن”.
هكذا بكل بساطة، يقرر الأمين العام لحزب الله شطب إرادة شعبٍ بأكمله، وإقصاء الدولة من معادلة السيادة، وتكريس واقعٍ شاذٍ باسم “المقاومة”، التي لم تعد تقاوم إلا فكرة الدولة نفسها.
لكننا نقول لك يا شيخ نعيم: لا، لن نشطب مطلبنا. ولن نحذف سيادة الدولة من وجداننا.
سلاحكم لم يعد سلاح مقاومة، بل غدا سوطًا على رقاب اللبنانيين، ومصدر تهديد داخلي دائم، وغطاءً لأجندات تتجاوز لبنان إلى مشاريع إقليمية لا تمثلنا.
الجيش اللبناني، هو وحده المخوّل – دستوريًا وشعبيًا – بحماية الأرض، وحفظ السيادة، وصون الكرامة.
لا شرعية فوق شرعية الدولة.
ولا بندقية تُشرّف حاملها إن لم تكن بإمرة الوطن.
نحن جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، ولسنا ولن نكون يومًا حديقة خلفيّة لنظام الوليّ الفقيه في طهران.
ولن نقبل أن يُختطف لبنان ليُستخدم كورقة تفاوض في بازارات النووي أو صفقات الإقليم.
تصريحك يا شيخ نعيم، جاء في توقيت مريب، على إيقاع المفاوضات الأمريكية–الإيرانية، وكأن المطلوب أن يُعلن حزب الله تمسّكه بالسلاح كرسالة طمأنة لطهران، لا للبنان.
ولكن فليُعلم الجميع: لبنان ليس ورقة مساومة، ولا شعبه قطيع يُقاد حيث شاء المحور الإيراني.
ثم إنك، وفي مفارقة عجيبة، كنت بالأمس تتحدث عن التهدئة و”حمامات السلام”، فإذا بك اليوم تخرج بهذا الخطاب التصعيدي، وكأنك تُنذرنا بحرب داخلية، إن نحن طالبنا بدولة واحدة وسلاح واحد.
ألا تخجلون من هذا التناقض؟ ألا تدركون أن الدولة لا تُبنى على نصوص مزدوجة وولاءات متعدّدة؟
أم أن المطلوب أن يظل لبنان دولة مقموعة بـ”وهج” السلاح، ومُقيّدة بـ”شرعية” من خارج الشرع والدستور؟
يا شيخ نعيم، لبنان لن يسكت بعد اليوم.
وصوت الدولة، وإن خفت لحظة، فهو قادم ليعلو.
وسيطرة الحزب، وإن امتدّت، فمصيرها أن تنكسر على صخرة الوعي الشعبي، وإرادة الدولة الجامعة.
كفى استخفافًا بشعبنا.
كفى وصاية على قراراتنا.
كفى اختطافًا لوطنٍ يتوق إلى الحرية.
المقاومة الحقيقية اليوم، ليست في امتلاك السلاح، بل في مقاومة السلاح الذي صادر الوطن.
ولا كرامة فوق كرامة الدولة.
ولا مستقبل إن لم يعد لبنان لكلّ أبنائه، لا رهينةً لـ”حزب” ولا رهينةً لـ”محور”