مقالات مختارة

موقفي الوطني تجاه الثورة السورية

الشمال نيوز  – عامر الشعار

*موقفي الوطني تجاه الثورة السورية*

في 15 آذار/مارس 2011، انطلقت الثورة السورية ضد نظام الأسد، مطالبة بالحرية والكرامة والعدالة. كانت هذه الثورة تعبيرًا عن إرادة الشعب السوري في التخلص من الظلم والاستبداد، ولكنها قوبلت بعنف شديد من النظام البائس، الذي لم يتوانَ عن استخدام الأسلحة الكيميائية لقمع الشعب، كما حدث في الغوطة الشرقية وغيرها من المناطق.

منذ بداية الثورة، كان موقفي واضحًا وثابتًا؛ كنت مع الوطن ومع الشعب السوري في نضاله من أجل الحرية. لم يكن موقفي سياسيًا بقدر ما كان وطنيًا، حيث دفعت الأثمان من أجل الوقوف بجانب الحق والعدالة. لقد جاء الوقت الذي انتصرت فيه الثورة السورية، رغم كل الصعوبات والتحديات التي واجهتها.

خاطرت بالظهور في برنامج “الاتجاه المعاكس” على قناة الجزيرة بقطر، حيث شاركت في حلقة بعنوان “الجوع أو الركوع” مع المؤيد للنظام الدكتور جزيف أبو فاضل. تحدثت في هذه الحلقة عن سياسة التجويع التي اتبعها النظام لإعادة الشعب السوري إلى حظيرة الطاعة، من خلال الحصار الخانق، وحرق المحاصيل الزراعية، وتعفيش البيوت والسوبر ماركات، والحواجز الأمنية.

لقد كان ظهوري في هذا البرنامج وغيره على مدار السنين العجاف من سنين الثورة تعبيرًا عن رفضي للظلم والاستبداد، ودعوة للوقوف بجانب الشعب السوري في نضاله من أجل الحرية والكرامة. إن الثورة السورية هي ثورة شعبية بامتياز، تهدف إلى بناء وطن حر ديمقراطي لكل السوريين، حيث يسود العدل والمساواة.

كنا نريد التغيير بالحوار لا بالنار، ولكن على مدار 14 عامًا تقريبًا، ومع وقوف ما يسمى أصدقاء سورية مع تطلعات الشعب السوري الذي ينشد حريته، رفض النظام كل الجهود الدولية والعربية التي تهدف إلى التغيير السلمي. وقد قام النظام بالتحايل على قرارات الأمم المتحدة ومن أهمها قرار 2254. تهدمت بنية الجمهورية العربية السورية التحتية بالبراميل المتفجرة، وتشتت الشعب السوري بين التهجير والنزوح، بينما كان الأخطر هو التغيير الديمغرافي عبر استقطاب المليشيات الطائفية مثل حزب الله والحشد الشعبي الفاطمي والحيدري وغيرهم، بالإضافة إلى القوات الإيرانية والروسية، مما أدى إلى تهجير السنة واستقطاب طوائف أخرى. امتلأت السجون وامتلأت المقابر الجماعية من كل من ليس مع النظام على مبدأ “من ليس معنا فهو ضدنا”.

إضافة إلى ذلك، تم عقد عدة مؤتمرات دولية ومحلية لمحاولة حل الأزمة السورية، منها:
– *مؤتمر جنيف 1 (2012)*: كان أول مؤتمر للسلام في سوريا، ولكنه لم يحقق أهدافه.
– *مؤتمر جنيف 2 (2014)*: تم خلاله التوصل إلى اتفاقية لإزالة الأسلحة الكيميائية، لكن تنفيذها كان محدوداً.
– *جهود جامعة الدول العربية*: بذلت الجامعة جهوداً كبيرة لحل الأزمة السورية من خلال المجلس الدولي للمفاوضات الذي يعمل على تنظيم المفاوضات بين الأطراف المعنية، والمبادرة العربية لحل الأزمة السورية التي تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في سوريا، وعقد منصات روسيا والقاهرة والرياض وغيرها من الحوارات والمؤتمرات التي تعد ولا تحصى.

ولكن مع تنكر النظام السوري المدعوم من إيران وروسيا وحزب الله لجهود السلام والحل السلمي، كان الحل العسكري والنصر المبين بتاريخ 8 ديسمبر 2024 من قبل الفصائل المسلحة، مع هروب النظام وترك الوطن بلا دفاع عن المؤسسات. كان الوطن أشبه بفندق لم يعد مريحًا لهم، وهروب قادة الجيش السوري الذين كان دورهم الأساسي حماية النظام وليس الوطن والشعب.

والحمد لله بأن التحرير كان بأيادي سورية وبسلاح محلي الصنع وبمال محلي دون تشجيع أو دعم من أي دولة، بحيث أن النصر سوري والحل سوري سوري، ولن يشاركنا أحد بتقاسم الكعكة، بل هو الشعب السوري فقط.

وفي الختام، فإني أتوسل إلى الله أن يؤلف بين قلوب كل الأطياف السورية لتحقيق الانتقال السلمي بمشاركة كل الأطياف السورية وتحقيق أهداف الثورة السورية بالعدل والديمقراطية بدولة مدنية على أساس مبدأ المواطنة حقوق وواجبات، وانتخاب برلمان حر وانتخاب رئيس لكل السوريين، وحكومة مستقلة تجمع كل الخبرات للنهوض بسوريا إلى مصاف الدول المتقدمة.

وكتب #محمد_أبوالفرج_صادق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى