لا تقرأ هذا الخبر
قصتي مع المهندس وليد معن كرامي ..
قصتي مع المهندس وليد معن كرامي ..
الشمال نيوز

بقلم :*خالد التوم*
كعادتي كل صباح اتواجد في “مقهى التل العليا” في طرابلس مع نخبة من الأخوة والأصدقاء والزملاء نتحادث ونتشاور حول كثير من الأمور والمواضيع المختلفة، من اجتماعية وثقافية وتربوية وصحية وسياسية وأيضاً شؤون البلاد والعباد وغيرها ..
و”مقهى التل العليا” ذو موقع مميز ارتبط اسمه بتاريخ مدينة طرابلس حيث بقي محافظاً على نكهته الشعبية الشرقية الطبيعية منذ تأسيسه إلى الآن، وهو ملتقى لجميع أبناء طرابلس بمختلف فئاتهم وطوائفهم وأيضا من مختلف المناطق اللبنانية.
صادف في إحدى الجلسات الصباحية حيث كان جو النقاش بين الحضور يميل نحو السخونة. وبدأت الأصوات ترتفع تدريجيا بين بعض المتحاورين .. وفجأة رن هاتفي فاستأذنت من الحاضرين وقصدت زاوية من المقهى بعيدا عن الضجيج ..
فتحت الخط ؟
– آلو ..
– صباح الخير ..
-معك وليد كرامي .. “البابا بيسلم عليك ومشتقلك كتير .. وحابب يشوفك .. وهيدا بيتك .. كمان الماما بتسلم عليك ومشتاقتلك وبدأ تشوفك .”
اتفقنا على موعد .. انتهت المكالمة بعد أن تخللها تبادل المشاعر الصادقة من الود والمحبة ..
أمام هذا الواقع وفي لحظتها ما زال صدى الصوت يتغلغل ويتفاعل في أعماق داخلي حيث حدثتني نفسي مراراً وتكراراً .. هذا صوت الراحل الكبير دولة الرئيس الشهيد رشيد كرامي ..
“صوتو هو ذاتو ، وبنبرته المميزة”. لاحظ أخي وصديقي الأستاذ أحمد بك المرعبي وهو ركن أساسي في جلستنا، عند عودتي علامات التأثر الإيجابي ظاهرة على ملامحي، وهو المشهود له بثقافته العالية وذكائه المميز ودقة الملاحظة، فقال لي: شكلها المكالمة مهمة ؟ .. و “دسمة” .. فابتسمت وأجبته: يا بك بعدين بخبرك ..
وحسب الموعد المتفق عليه قصدت منزل المهندس معن كرامي (أبو طلال).. قرعت الجرس .. فتح الباب المهندس وليد كرامي وإلى جانبه الوالد أطال الله بعمره .. فتعانقنا من القلب إلى القلب، وجلسنا في الصالون وعلامات الارتياح والسرور ظاهرة على ملامحنا .. وما هي إلا لحظات حتى بادرني السيد ابو طلال وبعفويته المميزة بالقول:
يا استاذ خالد هشّلوك وطفّشوك ما بدن مخلصين وأوفياء متلك؟ على كل حال اهلاً وسهلاً … هيدا بيتك … و وليد اخوك …
فتبادلنا الأحاديث الودية وكذلك استذكرنا ذكريات الماضي وأمجاده وحلاوته ..
وبعدها صعدنا الدرج إلى الطابق العلوي حيث كانت الفاضلة السيدة وداد (أم طلال) أطال الله بعمرها بابتظارنا…وكان الترحيب منها حاراً مؤثراً، وأحاطتني بأسمى شعور الود والمحبة…
للأمانة لقد كان للمهندس معن كرامي والسيدة عقيلته دور بارز في مراحل مسيرة الرئيس الشهيد رشيد كرامي السياسية والاجتماعية.
وهذة فرصة لأتكلم عن الرئيس رشيد كرامي الإنسان “الأسطورة” في السياسة … لقد كان قائداً وزعيماً وطنياً ومثالاً في الأخلاق والمواقف الوطنية لأني رافقته طول أكثر من ٢٥ سنة في حياته.
لقد كان لي معه اختبارات كثيرة، فكنت المساعد الأمين له ومنحني ثقته الكاملة وأوكل إلي مهمة إدارة مكتبه في طرابلس في أدق اللحظات والظروف وأحرجها.
الآن أشعر بأن رشيد كرامي باق في قلبي وفي قلب المخلصين والأوفياء. وإذا أردنا أن نستفتي الناس حتى في مماته فإنه الأبرز إلى الآن والمميز بالنسبة لكل الناس وكل الطبقات السياسية حتى لغير أصدقائه .. والظاهرة المعبرة والمنتشرة في هذه الايام “الله يرحمك يا دولة الرئيس ويرحم ايامك”
الخط الوطني الذي كان نهج الرئيس الشهيد سيستعيد دوره ومكانته من خلال الشاب الواعد المهندس وليد كرامي برعاية من والده (أبو طلال) حفظه الله.
والمهندس وليد استجاب للنصائح والإرشادات ليُحصِّن هذه المبادئ والعمل بها في السلوك والمعاملة والأداء.
لقد تأكد لي ذلك من خلال حضوري اليومي للمنزل ولقاءاتي مع المهندس وليد كرامي…
ومتابعتي لمجريات حركة الوفود الشعبية اليومية التي تتوافد للمنزل من كل مناطق طرابلس والشمال ومن مختلف الطبقات والفئات والطوائف وأيضاً من كافة أطياف المجتمع الطرابلسي وبمختلف انتماءاتهم السياسية، أنه يشارك الناس همومهم ومشاكلهم ويتابع مطالبهم بحسن تصرف … بيته مفتوح للزائرين مع سعي صادق لمعالجة مشاكلهم وبهذا المجال أثبت جدارة في السلوك والأداء وفي تقدير واحترام كل أطياف المجتمع الطرابلسي…
إن المهندس وليد معن كرامي الحائز على إجازة (مهندس مدني وماجستير إدارة هندسية) صورة طبق الأصل عن عمه الرئيس الشهيد رشيد كرامي … وهو أهل لتولي هذه المسؤولية … وأمل منتظر.
وأني أدعو كل الأوفياء المخلصين التعاون معه وانا منهم … والله الموفق.
*المدير السابق لمكتب الرئيس الشهيد رشيد كرامي*
جريدة التمدن، العدد 1544، 25/01/2017