نبيذ الكلام
الشمال نيوز – عامر الشعار
** نبيذ الكلام
يشدني الحنين إلى أولادي والأحفادي ، مع كل نبضة قلب ورمشة عين أَعْدو في كل الجهات لأصل إليهم في الاقاسي* أعِدُّ ثواني الصباح دمعة دمعة لأصل إليهم في الأماسي ، أواسي الهضاب أقاسي حماسي حاملاً صفصاف الكرى وفي داخلي هامشاً للتجلّي ولو كانوا في أطراف الدنى . أنينٌ يسكن آني ويشرّدني أو يَشْردُ عنّي . أذهب بعيداً لألقاهم وأرمّم البعيد البعيد السحيق لأقيس ما عشته في طفولة مدموغة ببصمة دلال وحب فائق مع جدّتي وجدّي . وكلّما ضقت في البعاد ذَرعاً ، أحمل روحي وأمتطي صهوة الريح وتأخذني جِماحها كي أشاركهم أيّامهم وفي صدري من ماءِ القلب ما يفيض من الحب .
زمَنَين في سيرةٍ واحدةٍ .
أتذكّر مرور جدي ❤️ ورفاقه الأجلاء ومعهم ما كانت تظنه طفولتي إسم الجلالة 🙏🏾* . كيف أسلاها وقد قطفت منها البهاء وكثير من الكبرياء.
أتذكر جدّتي وجدّي كيف بَسَطا حبّهما ، ونَشَأتُ لا أصدّق أحداً غيرهما ، ولا أعرف حِضناً أدفأ من حضنهما . أكبر على تعاليمهما ليكون لي منهما الجَدَدْ الذي يفتح أفْقّ السماء .
انغمرتُ بِحَبِّهما كأنّي فرْخٌ خارجٌ لتوّي من بيضة الزمن .
أستغيتُ إلى تعاليم الأرض والسماء على ألسنتهما .
هل انسى حكايا جدي واعتراض جدتي على بعض الهفوات والتي لولاها ما عرفت سر الحياة * لا لا أنساها لأن جدتّي وجدّي مقيمان فيّ . لم أودعهما لأنِّي ما كنت أريد وداعهما لئلاّ أفقد نصفي . قضيت طفولتي أرتع في أرجاء وصاياهم واحفظ تعاليمهما من الرياح العابرة . وحين شققت لنفسي سبيل الذهاب إلى غدي ، لم أمسح من صدري تعاليمهما . كنت أخِفّ اليهما في الليل على خطوات الثلج الدافئة . كنت أنفر من درس الحساب ، أنبذ الأعداد والأرقام . رفيقي الخيال وحكايا الأوهام وخيوط الظلام الغزيرة بالكلام . اليهما وحدهما أستمع . حين أدعوهما إلى ملء رأسي بالحكايات . اكتشفت معهما سحر الغناء وهزّني التعلّق بلعبة الأصوات تأتلف وتختلف . يبدأ جدّي موَّاله بآياتِ الجمال وترنّم جدّتي التراتيل بصفاء الانغام (هل انسى قصة الفلاحة والأمير ) ( الاميرة وإبن الوزير ) مدينٌ لهما بما أودعا فيّ من شغف البديع والذوق الرفيع وكأنّي أسابق نفسي إلى تشييد مملكة من الأصوات في الرأس .
أنا الآن جدي الذي لم يمت قط الذي كان وما يزال ، لكن على هيئة شاعر .
أنا الآن جدي لكن بعين أحفادي
أتساءل هل قطف أحفادي مجدي ؛
هل قرأوا كتابات يدي ؛
هل تركت فيهم ذكرى تعيش بعدي؟
أنا دون أحفادي شمعة احترقت عصرت روحها حتى التلاشي
رمادآ تاهت عنه اسطورة طائر الفينيق .
ها أنا الآن يشدني الحنين إلى أماندا
بوابة دخولي إلى بيتي الجديد *
إلى نبيل #نبيل-الجديد * إلى أنابلا بستاني المجيد * إلى حسن عيدي السعيد * إلى سوزان نبض الوريد* أغدو كل الجهات لأقطف من أشجارهم حروف القريض .
أتساءل هل تركت بأحفادي ما تركته تينات جدي في ذاكرتي* مدفئة جدي * لباسه الصيفي الناصع* قلبه الأبيض الواسع* بسمته العجائبية – ضحكته وباقي الروائع ****
✍🏻نبيل ويزاني العاملي