يخطفون شهادات التلاميذ

الشمال نيوز – عامر الشعار
يخطفون شهادات التلاميذ
تداولت وكالات الأنباء في إفريقيا، عن أن مجموعة من المسلحين، قاموا مؤخرا، بخطف مجموعة من تلاميذ المدارس في نيجيريا.
قال الخبر: إن” مسلحين خطفوا 140 تلميذا من مدرسة داخلية في شمال غرب نيجيريا، في عملية خطف جديدة، تستهدف تلاميذ.”
ويتابع الخبر قائلا: ” إن الهدف المرجح من عملية خطف التلاميذ، إنما هو المطالبة بفدية مالية.”
أطلق المهاجمون النار وتغلبوا على حراس الأمن. بعد أن إقتحموا “ثانوية بيثيل” ، في “ولاية كادونا”، في ساعة مبكرة يوم الإثنين. وقاموا بخطف غالبية التلاميذ وعددهم165، من المدرسة الداخلية ليلا.
ويروي المدرس “إيمانويل بول”، في “ثانوية بيثيل” الداخلية، لوكالة “فرانس برس”، إن “الخاطفين إقتادوا 140 تلميذا، وهرب25 تلميذا فقط. وليس لدينا أية فكرة عن المكان الذي أخذوا إليه”.
أما المتحدث بإسم “شرطة كادونا”، محمد جاليج، فقال: : ” تقوم فرق من الشرطة بتعقب الخاطفين. لا نزال نقوم بمهمة “الإنقاذ”. وقد أعلنت “شرطة كادونا” لاحقا، أنها أنقذت حتى الآن26 شخصا، بينهم معلمة.”( نداء الوطن: 6/7/20): ص14″.
الفدية المالية إنما هي وراء إختطاف التلاميذ في نيجيريا.
إختطف الإرهابيون165تلميذا، مقابل فدية مالية. غير أن ما يشهده اللبنانيون اليوم، هو عملية من نوع آخر. قامت السلطة الحكومية، بعملية إختطاف للشعب والتلاميذ، في عام واحد، لأجل الإستيلاء على المال. لا يطلبون فدية، وإنما يقرصنون الشعب، ويقنصون أهالي التلاميذ أيضا، معا في آن.
في سابقة لم يشهد لها العالم مثيلا، تم الإستيلاء على أموال المودعين، في ظل ميليشيات الحكم. ثم عمدوا إلى محاصصة هذة الأموال فيما بينهم، من خلال ما أسموه خطة السلع المدعومة.
هذة الخطة الوهمية، قامت بتوزيع فواتير الدعم، على رجال السلطة المشاركة في الحكم. إذ كانت التحويلات المالية، تصب في محفظات التجار، الذين يدفعون “القومسيون”، للسياسيين الداعمين لهم.
إنها ميليشيات السلطة الحاكمة. وهي الأسوأ في التاريخ القديم والحديث.
إستطاعت هذة الميليشيات السلطوية، أن تنهب من خلال خطة الدعم الوهمية، فتضع يدها على “ثمانية مليارات دولار”، جعلتها في خدمة التجار المحاصصين.
اليوم، تشن الميليشيات الحاكمة في لبنان، أقسى عملية سطو على تلاميذ لبنان، من خلال إلغاء “الشهادة المتوسطة- البروفيه”، بعدما تم سابقا إلغاء “الشهادة الإبتدائية- السيرتيفيكا”، بحجة عدم وجود المال اللازم لتغطية كلفة إجرائها. ميليشيات السلطة، تغير على تلاميذ المدارس في لبنان. تقوم هذة المرة، بأقسى غاراتها عليهم. تحرمهم من حقوقهم الطبيعية التعليمية التربوية، التي حفظتها لهم الأونيسكو: تحرمهم الحصول على الشهادة المتوسطة.
تتلاعب هذة الميليشيات، بموازنة وزارة التربية والتعليم. فتقوم بسرقة الأموال الداعمة للتعليم. الأموال الوافدة من الأمم المتحدة ومن الإتحاد الأوروبي، ومن الأونيسكو، ومن الجهات الداعمة الاخرى، العربية منها والأجنية.
تقوم الميليشيات الحاكمة، بالتلاعب بموازنة وزارة التربية والتعليم العالي، بنقل الإعتمادات، من بند إلى آخر. فتحرم الطلاب شهاداتهم، من خلال إلغاء الشهادات الرسمية، التي دفع ثمنها سلفا، من أموال الداعمين، دون الوقوف على رأيهم.
ماذا فعلت الميليشيات الإرهابية في نيجيريا؟
إختطفت مجموعة من التلاميذ، لتفاوض عليهم بفدية مالية.
أما الميليشيات الحاكمة في لبنان، فقد خطفت الشهادات كلها. خطفت أموال الشهادات كلها، ولم تقف على خاطر الأهالي ولا التلاميذ. ولا على خاطر الواهبين والداعمين.
وزير التربية والتعليم العالي القاضي طارق المجذوب، يقرر، بعد إجماع أهل الوزارة على إجراء الإمتحانات الرسمية، في مواعيدها المقررة. فيأتيه الرد بإلغائها، وسحب إعتماداتها من بند إلى بند.
إنها خطة ميليشيوية بإمتياز، لم تقدم عليها المجموعة الميليشياوية في نيجيريا: إكتفت بفدية مالية. أما في لبنان، فقد سطوا على الأموال المخصصة للشهادات، بعدما سطوا على أموال المودعين!
د. قصي الحسين
أستاذ في الجامعة اللبنانية
 
				 
					