بول الحامض في مؤتمر طرابلس البيئي- الحلول الجذرية لمكب النفايات): طرابلس لم ولن تخلو من أصحاب النخوة المدافعين عن مدينتهم
الشمال نيوز – عامر الشعار
*”بول الحامض” خلال مؤتمر (طرابلس البيئي- الحلول الجذرية لمكب النفايات):*
*طرابلس لم ولن تخلو من أصحاب النخوة المدافعين عن مدينتهم والواقفين بالمرصاد لكل فاسد أو مخرب قد يعمد إلى المساس بمصالح المدينة*
انعقد في معرض رشيد كرامي الدولي بطرابلس “مؤتمر طرابلس البيئي، الحلول الجذرية لمكب النفايات”، بمبادرة من السيد “بول الحامض” منسق “مبادرة الحل المتكامل لمكب طرابلس”
وتحالف “متحدون” حيث تم استعراض الحلول البيئية والصحية والقانونية المتكاملة والقابلة للتطبيق بشكل علمي ومفصّل.
شارك في المؤتمر كلٌ من:
سماحة مفتي طرابلس والشمال فضيلة الشيخ “محمد إمام” ممثلا بالدكتور منذر حمزة، النائب “جميل عبود”، ممثلين عن النائبين “أشرف ريفي” و”إيهاب مطر”، النائب السابق “مصباح الأحدب”، رئيس الاتحاد العمالي النقيب شادي السيد، قنصل الهند في لبنان “أجاي كومار”، رئيس بلدية طرابلس المهندس “أحمد قمر الدين” الدكتور “رياض يمق”، رجل الأعمال “عماد المصري” ممثلاً بالأستاذ “فادي المصري”، الناشط السياسي “زياد مرعي”،
الأستاذ هشام الموعي، السفير الدكتور “ابراهيم المجذوب”، الدكتور “عصام بشّور” رئيس قسم الزراعة الأسبق في الجامعة الاميركية في بيروت، الدكتور “ربيع السباعي”، نقيب المحامين السابق “فهد المقدّم”، رئيس رابطة المخاتير في الشمال “فتحي حمزة”، الأميرة “حياة أرسلان” ممثلة يالسيدة “فدى ارسلان”، المحامي “محمد الذهيبي”، عضو المجلس البلدي “أحمد المرج” إضافة إلى عدد من الناشطين البيئيين وأعضاء مجالس بلدية ومخاتير وفعاليات المدينة.
افتُتح المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني تبعه عرض تقرير مصّور نقل بدقة معاناة أهل طرابلس من أمراض وتلوث نتيجة المكب.
قدمت الإعلامية “تانيا إسطفان” قائلة: “إذا كانت العين بصيرة واليد قصيرة والصراخ لا يُجدي لأنّ مَن صُمّت قلوبهم، صُمّت آذانهم ، وعميَت أبصارهم ، فلا يعني ذلك أن نرفع الرايات البيض ونُسلّم سلاحنا ونذهب الى حتفنا بإرادتنا. من هنا جاء المؤتمر هذا لتأكيد الثبات على الموقف الرافض لإعدام الفيحاء، لا رمياً بالرصاص ولا تعليقاً على أعواد المشانق ولا بين شفار المقصلة بل بكل هؤلاء جميعاً يُمثّلهم جبلُ النفايات الذي تقضي سمومه على الناس زُمراً لا فرادى”.
ثم كانت كلمات المتحدثين:
*الحامض*
*- بول الحامض منسق “مبادرة الحل المتكامل لمكب طرابلس”:*
*”لمحة عامة عن مكبّ طرابلس بؤرة الفساد والصفقات المشبوهة على حساب أهل المدينة”*
ابتدأ كلمته بالتعبير عن امتنانه لهذا الوجود الغفير والرفيع المستوى، مؤكداً بأن طرابلس لم ولن تخلو من أصحاب النخوة المدافعين عن مدينتهم والواقفين بالمرصاد لكل فاسد أو مخرب قد يعمد إلى المساس بمصالح المدينة.
وأشار إلى أن أزمة مكب طرابلس ليست وليدة البارحة إنما هي نتيجة سنوات طوال من الفساد والصفقات المشبوهة دفع أهل طرابلس ثمنها وما يزالون تلوثا وامراضاً ومعاناةً يومية ومؤخراً قلقاً دائماً وخوفاً من إنفجار المكب بسبب غاز الميثان الناتج عن تفاعل المواد العضوية المطمورة فيه، مستنكراً غياب المحاسبة وسياسة إيجاد المبررات وشتى المناورات للتنصل من المسؤولية.
كما وشدد على أن الفاسد لا يصلح فساداً وبالتالي كل طرح من شأنه رصد أموال جديدة للقيام بمشاريع لمعالجة الأزمة بالطريقة المتبعة مرفوض اذ أن ما تم رصده مسبقا في هذا الاطار يكفي ولذلك يجب استرجاع ما تم تبديده واختلاسه من أموال لإعادة توظيفها في مشاريع فعالة تعالج جذرياً المشكلة تحت إشراف شفاف للقضاء.
وأشار أيضا الى إمكانية ترتب عقوبات مالية للدول المجاورة على لبنان نتيجة تلوث البحر الأبيض المتوسط الذي يحدثه تسرب النفايات على طول الشاطئ اللبناني.
وركز إلى أن المؤتمر يهدف إلى استعراض الحلول والتي يمكن للمدعى عليهم أن يكونوا جزء منها إن اختارو التعاون وتسليم القيود المحاسبية والمستندات والمراسلات المتعلقة بهذا الملف بموجب قانون الحق في الوصول إلى المعلومات كما طالب بتطبيق قانون الشراء العام الصادر 2022 وذلك لضمان قانونية المناقصات والتلزيمات ولجم الفساد المستشري.
*عبد الفتاح*
*-لودي عبد الفتّاح المحامية من تحالف متحدون الموكلة بالملف البيئي في طرابلس والشمال:*
*”الإطار القانوني لدعوى مكب طرابلس، المسار والحلول”*
أشارت إلى المسار القانوني المحفوف بالضغوطات والعراقيل لدعوى “متحدون” إضافة الى “الحمايات” التي ما زالت تغطي المدعى عليهم منذ تاريخ التقدم بها أمام النائب العام البيئي القاضي غسان باسيل في تموز ٢٠١٩ وصولاً إلى صدور تقرير الخبير البيئي ريمون متري بالتعاون مع فوج الهندسة في الجيش اللبناني مؤخراً في كانون الثاني ٢.٢٣.
وأوضحت: “أننا في تحالف متحدون طلّاب حلول قبل أي شيء آخر، لكن لا قيامة لأي بلد بلا محاسبة والتي تبدأ هنا بيد ممدوة للجميع دون استثناء. لا نبغي قتل الناطور بقدر ما نريد أكل العنب لكن مع راحة ضمير”. وأحال النائب العام البيئي بناء على شكوى التحالف أمام قاضي التحقيق الأول سمرندا نصّار، السادة: قمر الدين وأبو مصلح وطالب وأزعور ومعوشي وشركات “باتكو” و “إي ام بي” و”دار الهندسة نزيه طالب وشركائه” و”ليبان كونسولت” وسواها لتعود القاضية نصار وتدعي على مجلس الإنماء والإعمار ورئيسه نبيل الجسر، وذلك بجرائم مخالفة قانون حماية البيئة وقانون الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة وقانون المحافظة على البيئة ضد التلوث من النفايات الضارة والمواد الخطرة واعتياد الجرائم والمسؤولية الجزائية للهيئات المعنوية وبعد معاينتها للمطمر ادّعت القاضية نصّار على مجلس الإنماء والإعمار وعلى رئيسه نبيل الجسر، وعيّنت المدّعى عليه أحمد قمر الدين حارساً قضائياً على المطمر، وقد أكد الخبير البيئي الذي كلّفته على خطورة انفجار المطمر نتيجة انبعاث كميات كبيرة من غاز الميثان وعلى أهمية إغلاقه، واستنكرت عبد الفتاح كل محاولات الضغط على القضاء الذي عليه عدم الاكتراث لها سيما هو خشبة خلاصهم الوحيدة.
*دبوسي*
*-توفيق دبوسي رئيس “غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي”:*
*”آثار مكبّ طرابلس على المشاريع الاقتصادية: تعليق المشاريع وعرقلة النمو”*
تساءل عن كيفية جذب المستثمرين لاسيما من أهل طرابلس من مقيمين ومغتربين في استراليا والخليج واميركا وأوروبا وغيرها وجبل النفايات الضخم قابع في مكانه كالفزاعة، ليس فقط فى روائحه وعصائره السامة والكريهة، بل ايضاً في كونه مشبعاً بالغازات العضوية وأهمها غاز الميثان الشديد الاشتعال وفق تقرير الخبير ريمون متري وفوج الهندسة في الجيش اللبناني.
كما تساءل عن كيفية نجاح أي استثمار في مرفأ طرابلس ومشاريع تأهيله ومحیطه براً وبحراً في ضوء التلوث الهائل الموجود، مضيفا إلى أن المكب قد قضى على ثروتي طرابلس: البيئة البحرية والثروة السمكية.
وختم الحل يبدأ مع أهل المدينة في المدينة، وفي الكفاءات العلمية من لبنان والخارج ولكن الأهم هو الإصرار لتذليل العقبات ومحاربة الضغوطات من أجل الخروج من هذه الأزمة المميتة.
داعياً إلى توحيد الصفوف وتصفية النوايا للبدء بمشوار تعزيز عامل الاستثمار واجتذاب روؤس الأموال لكي تعود عاصمة الشمال العاصمة الاقتصادية للبلاد.
*درويش*
*-راجي درويش، بروفيسور في اقتصاد الموارد والبيئة والمدير الأسبق لقسم الاقتصاد الزراعي في الجامعة الأميركية في بيروت:*
*”المفهوم الاقتصادي للإدارة المتكاملة والاستخدام الآمن للنفايات والمياه العادمة في طرابلس وشمال لبنان”*
تناول موضوع النفايات الصلبة والمياه العادمة بشكل علمي ومفصل، ابتداء من التمييز بين أنواعها ومنتجاتها والتمييز بين أساليب إدارتها من خلال المنظور الاقتصادي وصولا إلى دراسة الحالة اللبنانية وطرابلس تحديداً.
وعن أنواع النفايات أشار بأنها ثلاثة:
الحيوية والقابلة لإعادة التدوير والخطرة وبعض الغازات التي يشكل الميثان وثاني أكسيد الكربون 90 إلى 98٪ منها.
أما المياه العادمة الناتجة عن الاستخدام المنزلي والأعمال الصناعية والتجارية فيمكن معالجتها من المنظور البيئي والاقتصادي.
ولفت إلى أن الزيادة الأخيرة في أسعار الطاقة وتكاليف العمالة قد أدت إلى ضغوطات اقتصادية تطلبت تغييرات ثورية لأساليب بهدف تطوير طرق أكثر فعالية من حيث التكلفة.
وشدد على أهمية إعادة الإستعمال سواء للنفايات الصلبة أو للمياه العادمة، فبالنسبة لهذه الأخيرة يمكن معالجتها ثم استخدامها في أنشطة اقتصادية مختلفة وأشار أنها تسترد جزئيًا أو كليًا تكاليف الاستثمار والتشغيل للمعالجة.
كما يمكن استخدام المخلفات الحيوية في التسميد و/أو الضغط للحصول على حصص العلف، بالإضافة إلى استعادة واستخدام الغاز الحيوي (الميثان).
جميع العناصر المذكورة لها قيم نقدية ورغبة في التجارة بين منتجي النفايات والكيانات المحتملة القابلة لإعادة التدوير، أي المزارعين للأسمدة وحصص الأعلاف ومنتجو البلاستيك وكلما زادت قلت مساحة الأرض اللازمة لطمر النفايات مما سيؤدي إلى زيادة الإيرادات لمرافق النفايات، وتقليل العبء المالي على البلديات والحكومات المحلية من خلال عمليات استرداد التكلفة.
وإرتكز “درويش” في دراسة الجدوى الاقتصادية على مشاريع قائمة على الأراضي اللبنانية في صور وبيروت (الكوستبرافا) وغيرها بهدف تعميم الفائدة على معالجة النفايات في طرابلس والشمال.
هذا وتخلل المؤتمر مداخلات من عدد من الحضور طالبوا خلالها الإنتقال من الحلول التقليدية التي فقدت جدواها إلى الحلول العلمية الحديثة.