اخبار عكار والشمال

مفتي عكار: يجب ان نلتفت الى ابنائنا لنكون معهم ولا نتركهم للجمعيات التي تزرع فيهم الافكار الخطيرة

الشمال نيوز  – عامر الشعار

مفتي عكار: يجب ان نلتفت الى ابنائنا لنكون معهم ولا نتركهم للجمعيات التي تزرع فيهم الافكار الخطيرة

برعاية سماحة مفتي عكار الشيخ زيد محمد بكار زكريا أقامت إدارة مجموعة الدكتور الشيخ عمر زكريا حفلا لتوزيع جوائز ” مسابقة الدكتور محمد بكار زكريا رحمه الله لتلاوة القرآن الكريم “.

حضر الحفل عدد من الفعاليات ورؤساء البلديات والمخاتير والمشايخ والمدراء والأطباء.

افتتح الحفل بتلاوة من القرآن الكريم تلاها الشيخ عبدالرحمن الحاج، اعقبها سماع تلاوات عطرة لعدد من المشاركين.

ثم كانت كلمة لجنة المسابقة ألقاها الشيخ ربيع ظريف شرح فيها أسباب إختيار اسم المسابقة وتميزها عن غيرها بأنها تلاوة ركزت على أحكام التجويد، وأن تطبيق أحكام التجويد هو فرض عين على كل مسلم ومسلمة.

وبعدها كانت كلمة للدكتور الشيخ عمر زكريا أفاض فيها بالتعريف عن القرآن وفضل تعلمه، وما يترتب على الإنسان تجاهه.

وكانت كلمة الختام لسماحة مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا الذي” نوه على أهمية هذه المسابقة شاكرا الشباب المنظمين الذين اختاروا اسم سماحة الشيخ الدكتور محمد بكار زكريا الذي لم يكن والدي فقط
بل كان والدا للجميع ، فما قاموا به هو وفاء له في مسيرته التي نشأ عليها منذ عودته من الازهر الشريف الى بلدته، حيث كانت تؤرقه دائما قضية العلم والتعليم والتحفيظ وبدأ بامكانيات متواضعة الى ان أسس مجلس عام ١٤٠٧ هجرية ١٩٨٧ ميلادية، وذلك بهدف نشر مراكز تحفيظ القرآن الكريم، حيث بلغت الذروة ٢٠٠ مركزا صيفيا في عكار والشمال وصولا لقرى الجنوب مثل شبعا والهبارية وكفر شوبا والبلدات الحدودية التي تُقصف اليوم من قبل الكيان الصهيوني وقد فارقنا بالامس وارتقا شهيدان من ال خلف من بلدة ببنين جراء العدوان الصهيوني، فقد كانت الدورات تصل الى تلك المناطق لان هاجسه كان القران وهمه تحفيظ القرآن “.

أضاف سماحته” هذا المركز المبارك وغيره سيبقى أثرا شاهدا على اعماله رحمه الله وهذا الامر الذي يبقى لنا جميعا لكي نبقى دائما في مسيرة الإنماء والتعليم ونشر الوعي ، ولكن ان نبقى للاسف في دائرة البغضاء والشحناء والحسد والمناكفات فلن نتقدم خطوة الى الامام”.

وأردف ” نحمد الله تعالى ان منطقتنا عامرة بمراكز تحفيظ القرآن وزاخرة بمحفظي كتاب الله ، وقد كنا هنا منذ اشهر قليلة بمعية سماحة الوالد رحمه الله نشهد حفل تخريج حفظة القرآن الكريم ، والله إن هذه هي النعمة التي لا تزال تحفظ منطقتنا ، كونوا على يقين ان الذي لا يزال يحفظ بلادنا رغم ما نشاهده من سوء وبلاء وحرمان ، كونوا على يقين اننا ما نزال نُحفظ بأمثال فالقرآن هو سر الحفظ لمن حفظه وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” احفظ الله يحفظك ” ، يقول الامام عبدالله بن عيسى رحمه الله ” لا تزال هذه الامة بخير ما تعلم ولدانها القرآن ” ، فلا تظنوا ان الذي يحفظ لبنان او بلاد الشام مجالس او عصبة او جامعة او قرارات او دول او منظمات ، إنما الذي يحفظها هي البركة التي ننالها ببركة هذا القرآن “.

وناشد” كل اب وام إن لم تكونوا من حفظة القرآن فاجعلوا من اولادكم حفظة القرآن ، لكي نحفظ اجيالنا من براثن المخدرات والجريمة والسرقات والسلاح المتفلت ، وبدل من أن نشحنهم للثأر والانتقام وقطع الطريق ، نشحنهم للطاعة والعبادة ونزرع فيهم الايمان فنحصد الايمان والخير والعطاء ، اما ان زرعنا فيهم الحسد والبغض والكراهية والعصبيات العائلية والعشائرية والمناطقية فلن نجني من وراء ذلك الا سهاماً ترتد علينا فكما نزرع نحصد “.

وتابع” لذلك ما تشاهدونه اليوم من فتن متنقلة في عدد من القرى من مشاهد القتل والرصاص والسلاح المتفلت هذا لم يكن مجرد فراغ إنما هو من التقصير من اصغر دائرة الى اكبر دائرة ، من اصغر مسؤول الى اكبر مسؤول ، من البيت حين تكون مسؤولية الاب والام ان يربيا ابنائهما ولذلك قال نبينا صلى الله عليه وسلم ” كل راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته … فالاب راعٍ في بيته وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها “، فلا نريد إلقاء التهم جزافا ولا توزيع المسؤوليات جزافا فالكل يشترك في هذه المسؤولية”.

وقال” علينا ان ندفع بأبنائنا الى هذه المراكز ونشجعهم وندربهم ونكرمهم ، لا ان ننتظر ان يأتي علاج سحري لهذا المجتمع إنما يجب ان تساهم بإصلاحه وفي تغييره ، وكما قال الشاعر :
نعيب زماننا والعيب فينا
… وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير حق
… ولو نطق الزمان بنا هجانا
فعندما نذم هذا الزمان وهذا الجيل ، فمن هذا الزمان وهذا الجيل سوى انا وأنت ، لذلك الاصلاح يبدأ من كل بيت ومن كل فرد ، كلٌ في ميدانه وكلٌ في نطاق مسؤولياته وهذا باب عظيم ، يجب ان نلتفت الى ابنائنا لنكون معهم ، لا أن نتركهم للجمعيات والمنظمات التي تزرع وتبث فيهم الافكار الخطيرة التي تريد ان ستخرج نساءنا من طهارتهن وعفتهن لتجعل منهن متمردات على أزواجهن وعلى آبائهن ، يزرعون فيهن معاني التحلل والتفسخ تحت عناوين منظمات وحريات وما شاكل ذلك “.

وشدد” على أنه ينبغي ان نكون مع ابنائنا حتى لا يذهبوا ضحية المخدرات والسرقات والتعدي على الأملاك العامة، او ضحايا سرقة الحطب والاعتداء على الطرقات وتلويث الماء ونشر النفايات ، وكل ذلك نقوم به عندما نبدأ مسيرة الاصلاح “.

وختم” الحمدلله كل يوم نشهد مسابقة ونحتفل بالحفّاظ وهذه من نعم الله علينا والتي تكون سببا في حفظ البلاد من الفساد والاوضاع التي نعيشها على جميع الاصعدة ، سائلين الله ان يديم حفظه علينا فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم “.

وختاما تم توزيع الجوائز على المتسابقين والذين بلغ عدد المكرمين حوالي 120 طالبا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى