بين وعود المرشحين وواقع الناس… ضاع الإصلاح!
الشمال نيوز – عامر الشعار

بين وعود المرشحين وواقع الناس… ضاع الإصلاح!
احمد ضاهر ، ١ كانون الأول ٢٠٢٥
تتكرر الوعود في كل موسم انتخابي: وعودٌ بالإصلاح، بالعدالة الاجتماعية، بإنهاض المناطق المحرومة، وبصون الكرامة التي استُنزفت على أيدي الفساد والإهمال. لكن ما إن تنتهي الحملات الانتخابية وتُقفل الصناديق، حتى يعود الناس إلى واقعهم المرّ: فقرٌ يتعمّق، وبطالةٌ تتفشّى، وحرمانٌ يزداد.
المشكلة ليست فقط في الساسة الذين خدعوا الناس، بل في الناس أنفسهم، الذين سمحوا لتلك الوعود الكاذبة أن تُعيد إنتاج نفس الوجوه ونفس الخيبات. السياسة لم تدمّرنا، نحن من دمّرنا أنفسنا حين بعنا أصواتنا مقابل وعودٍ مؤقتة وخدماتٍ شخصية. الناخب الذي يبيع صوته، يشارك في جريمةٍ ضدّ نفسه، ضدّ أولاده، وضدّ مستقبل منطقة بأكملها.
عكار، تلك الأرض التي أنجبت الرجال الأوفياء، تستحق أن يُنصفها ممثّلون حقيقيون، لا سماسرة انتخابات. تستحق من يعمل لأجلها لا من يتاجر باسمها، فهي بحاجة إلى رجال دولةٍ يضحّون في سبيلها، لا إلى زعماء ينهبون باسمها ويتباهون بخداع جمهورهم.الإصلاح الحقيقي لن يأتي من مرشّحٍ يرفع شعاراً فارغاً، بل من وعيٍ شعبيٍّ يُدرك أن الكرامة لا تُشترى، وأن الصوت ليس هديةً تُمنح، بل أمانة تُصان. حين نُحسن الاختيار، فقط عندها يبدأ طريق التغيير.