اخبار عكار والشمال

النموذج السياحي لمدينة طرابلس: بين الفرص والتحديات

الشمال نيوز – عامر الشعار

النموذج السياحي لمدينة طرابلس: بين الفرص والتحديات:
دعوات إلى الدولة للاهتمام وإلى مجلس بلدي رؤيوي

/زائدة الدندشي_الرائد نيوز/

شهدت قاعة المسرح في مركز العزم الثقافي في بيت الفن بالميناء، ندوة تفاعلية نظمتها جمعية للخير أنا وأنت، عن “النموذج السياحي لمدينة طرابلس: بين الفرص والتحديات”، ضمن مهرجان “أهلاً بهل الطلّة”. حضرها إلى الوزير والنائب السابق سمير الجسر، ممثلين عن النواب، رئيس بلدية الميناء السابق عبد القادر علم الدين، ممثل مفتي طرابلس والشمال محمد إمام رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية عبد الرزاق اسلامبولي، ممثل عن رئيس اساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر الاب عبد الله سكاف، ممثل عن رئيس أساقفة طرابلس المارونية المطران يوسف سويف الخوري سيمون ديب والنقيب السابق للمهندسين في الشمال بسام زيادة، رئيس محمية جزر النخيل المهندس عامر الحداد، صاحب مبادرة طرابلس السياحية مصطفى الصمد، الإعلامي آلان درغام، وشخصيات روحية ومدنية وبلدية واعلامية، إضافة إلى أعضاء جمعية للخير أنا وأنت ورئيستها ياسمين غمراوي زيادة، وحشد من المهتمين.

المحاضرة
بدايةً، النشيد الوطني، ثم تعريف صوتي للزميل غسان حلواني، تولّى الزميل رائد الخطيب، التعريف بالمحاضرين والندوة، وقال: خلالَ جولةٍ بسيطة في سيدةِ المدن السياحية، يمكننا أن نكتشف كم أنّ طرابلس هي الموؤدة وهي المدفونةُ حيّةً، التي شارك بوأدها أهلها، والدولة، هل نحن نعيش فصول مؤامرة القتل لطرابلس ونحن شهداء زورٍ بالتآمر مع القاتل، هل طرابلس تستحق الحياة، هل طرابلس جزء من الخارطة السياحية، هل يحاسبوننا لأننا رفضنا دولة لبنان الكبير، وفضلنا البقاء مع محيطنا العربي، ما الذنب الذي ارتكبناه حتى نُدفنَ ومدينتنا أحياء.

العمادي
بكلمات عفوية، خاطب المنتج عمر العمادي، الحاضرين، فقال: صحيح أن أهلي يعيشون في افريقيا لكنني آثرت البقاء في طرابلس، أحببتها من وصف جدي لها ومن بعده والدي وفي كل مكان أكون فيه أحبُّ الحديث عنها.
طرابلس فيها الكثير من المقومات التي تستطيع جعلها ست المدن وفي المراتب المتقدمة.

الدرويش
بعدها، تحدث الدكتور ماجد الدرويش، فتناول تاريخ طرابلس المملوكية، بشكل علمي و الأبحاث المعمقة التي سهلت نصوصها إدراك تاريخ معماري مميز .
ولفت الدرويش في كلمته إلى الآثار المملوكية من نقوش على لوحات مركَّزة على سُبُل مياه أو شواهِدَ تُرَب أو بقايا أبراج مملوكية وحتى كتابات على فرمان مملوكي محفورة على جدران قلعة طرابلس الصليبية.
وأعرب الدرويش عن استيائه من الإهمال المستمرّ لعاصمة لبنان الثانية من قبل جهات رسمية غائبة، مطالباً الاهتمام بطرابلس اكثر، رافضاً أن يكون الإقبال السياحي الخفيف هو بسبب الطبيعة المحافظة لأهل طرابلس.

تدمري
في مداخلته تناول البروفيسور خالد تدمري رئيس لجنة الآثار والتراث والسياحة في بلدية طرابلس والأستاذ الجامعي في كلية العمارة والفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، الأهميّة الفريدة لطرابلس على الصعيدين التراثي والسياحيّ وأنها تشكل بما تختزنه مدينة تاريخية متكاملة حيث تعد متحفًا حيًّا منذ ٧٠٠ عام حيث انها عمليًا العاصمة الأولى للمماليك وليست الثانية على صعيد تنظيمها المُدُنيّ ولأنها تضمّ مدينتين قديمتين هما طرابلس والميناء حيث تعتبر بحد ذاتها أكبر من البترون وجبيل حيث توجد فيها محمية الجزر على الساحل اللبناني، وموقعها الجغرافي بين سفح ووادي جبال قاديشا يجعلها تنفرد بذلك عن باقي المدن، وتكون عصبًا أساسيًا للسياحة الثقافية والدينية مما يجذب الكثير من السياح الأوروبيين، فكل حيٍّ وزقاق في طرابلس يحمل قصة وحكاية لها علاقة بالتقاليد والتراث القديم، كما وغناها بالحرف اليدوية، والحمامات القديمة.

توما
ومن جهته، أثار الدكتور جان توما مجموعة من النقاط بالتفصيل، إعادة تطوير خطة عودة أهل المناطق المجاورة الى البلد، كي لا تبقى طرابلس جزيرة معزولة، علينا بالسياحة المتنوّعة ومنها السياحة الثقافية، الثقافة كالنار قد تحرق العاملين فيها وقد تنيرهم وتنير محيطهم، ليست الثقافة ترفًا بل ضمن منظومة متكاملة.
ولفت توما إلى أنه، لا مؤسسات وبلديات في طرابلس، لا صحيفة ورقية أو مطبوعة، “فالثقافة صارت صناعة، كونها باتت مكلفة على صعيد الندوة أو المحاضرة أو المؤتمر”.
ودعا إلى ضرورة تحديد مفهوم السياحة الثقافية في طرابلس: ثقافة نهرية- لها مقومات وثقافة بحرية- لها مقومات.
وأشار إلى دور الجامعات الباقية في البلد، ورأى أن ثمّة شوارع قديمة في المدينة من دون هويّة، مثمناً مبادرة جامعة الجنان في هذا المجال. وسأل عن حركة النشر، وعن المكتبة المتخصصة بكتاب طرابلس وموضوعات طرابلس، وعن جائزة طرابلس الثقافية الإبداعيّة؟.

ناغي
مداخلة المهندس المعمار وسيم ناغي، كانت عبارة عن مقترح يعالج مشاكل المدينة وهويتها ودورها عبر التاريخ، فهي غنية بالثقافة والفنون ودورها في النقل البحري والصناعات والحرف والتجارة وبمحطة القطار التي كانت تصل إلى المدن الأوروبية. ولكن بعد الحرب بدأت تفقد تدريجيًا كل هذه الأدوار، وخصوصًا بعد فيضان نهر أبو علي.
وأشار ناغي، هناك ثلاثية تتمتع بها طرابلس هي أولًا الواجهة البحرية، والمعالم التاريخية، وميناء الصيادين والسفن، والجُزر، و ٧ كم من الكورنيش البحري ولكن ما يعيقها هو انعدام الأمن، والفوضى، الشلل البلدي، التغيّر الديموغرافي والترميم الخاطئ.
ثانيًا، المدينة المملوكية الأولى في العالم من حيث النسيج العمراني المتكامل والتنظيم العمراني.
ثالثًا، معرض رشيد كرامي الدولي والذي سيدرج قريبًا على لائحة التراث العالمي لليونيسكو.

بعدها، كانت مداخلات وكلمات ونقاش بين المحاضرين والحاضرين، ركزت على ضرورة الاهتمام بجمالية طرابلس، وجعلها قبلة سياحية، ودعت إلى تدخل الدولة إنمائيًا وبنىً تحتية، وإلى إنشاء مجالس بلدية رؤيوية تخطط للتمسك بهوية طرابلس السياحية، كما ودعت بإزالة الصور من على جدران المدينة ولا سيما الأمكنة السياحية والأثرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى