اخبار عكار والشمال

الخربوطلي في يوم الاستقلال يتوجه بكلمة الى اللبنانيين

الشمال نيوز  – عامر الشعار

الخربوطلي في يوم الاستقلال يتوجه بكلمة الى اللبنانيين…

في يوم الاستقلال نتوجه إلى الشعب اللبناني بالسؤال هل تشعرون حقا بأن لبنانكم مستقل أو أنه ما زال حتى اللحظة في حالة احتلال؟.. لبنان الأرز الشامخ وزهر الليمون، لبنان الفينيقيين والحضارة والتاريخ.. لبنان المسلمين والمسيحيين.. هل استطاع بلوغ الاستقلال أو أننا ما زلنا أمام مخاض إنجازه في ظل ما يتعرض له من أزمات وتحديات وأطماع محلية ودولية؟

نعم نحتفل أمام العالم ونروي لهم حكاية الاستقلال كقصة حقيقية تحولت بفعل الزمن وكشف الحقائق الى ما يشبه الوهم والخيال.. فكيف نحتفل باستقلال بلادنا وما زلنا نعيش حرب إلغاء بعضنا، والاقتتال والحرب من أساسيات حياتنا.. والطائفية البغيضة متجذرة في قلوبنا وعقولنا؟… كيف لبلد أن يكون مستقلا وهو غارق في صراعات أمنية وسياسية وطائفية وزبائنية قاتلة؟ كيف لبلد مستقل وهو غارق في مستنقع الاتفاقيات والتسويات والتبعيات للسفارات وللدول الغربية؟.. وها نحن اليوم نحتفل على أنغام الرصاص والقصف والتدمير وأصوات طبول الحرب التي لم تتوقف منذ عشرات السنوات..
هذا المشهد اللبناني الذي يثير التساؤلات حول الاستقلال الفعلي يعيدنا في كل مرة إلى إبراز الحقائق كما هي والتي توضح للقاصي والداني أن استقلال لبنان لم ينجز بعد وسط كل ما يشهده من استعصاءات أمنية في ظل الفلتان الامني والتسلح واطلاق الرصاص العشوائي، واقتصاديا في ظل الازمات المالية والمصرفية وسعر الصرف والتبادل التجاري والتصدير والانتاج .. واجتماعيا في ظل ارتفاع نسبة الفقر وإلغاء الطبقة الوسطى وارتفاع نسبة البطالة والتخلف وهجرة الادمغة.. وحكوميا في ظل حكومة تصريف أعمال غير قادرة على بناء علاقات دولية وعربية وخليجية، ورئاسيا في ظل الفراغ الرئاسي المشؤوم..

كل هذه القضايا تدفعنا إلى عدم الاعتراف مرغمين بأن دولتنا مستقلة قوية قادرة، كما إلى عدم اكتراثنا كلبنانيين نعيش في لبنان أو في بلاد الاغتراب بالمعاني الحقيقية والوطنية للاستقلال، لأن لبنان برأينا يحتاج إلى النهضة والتطوير وهو لم يعش استقلالا تنمويا ومعيشيا وسياسيا بشكل فعلي..

أما النهضة والتطوير وهي مشروع مؤسستنا [مؤسسة الخربوطلي للتنمية المستدامة] فتقارب مفهوم الاستقلال كمشروع حقيقي لبناء الدولة المستقلة القوية القادرة، إذ يقاس باستقلالية قرارات الدولة الواحدة الموحدة واحتسابها لمصالح المواطنين اللبنانيين الذين ملوا ظروف الحرب وهم يبحثون عن لقمة العيش وأبسط أساليب الاستمرار والبقاء على قيد الحياة..

مشروع النهضة التطوير سيكون نموذجا مشاركا بالقول والفعل في بناء لبنان، وفي بناء الانسان، وفي نصرة الفقراء والمقهورين، والعمل الدؤوب على بناء المؤسسات ومواجهة التحديات.. فما على الدولة اللبنانية الا أن تعيد النظر بإعادة تفعيل المؤسسات الدستورية، وان تبني علاقات جيدة مع أغلب دول المنطقة وعلى رأسها دولة قطر.. التي ستساعد على مواجهة التحديات التي تتجسد في الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والبنيوية، كما في مواجهة العدو الصهيوني، بالإضافة إلى إنهاء الملفات العالقة من المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وملفات القطاع العام والكهرباء وملف التنقيب عن الغاز ودعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية.
هذا هو مشروعنا للاستقلال.. النهضة والتطوير لاستعادة الهوية اللبنانية المفقودة التي في استعادتها نعيد بناء الدولة وننفتح على العالم.. لانه برأينا لمفهوم الاستقلال الوطني صلة وثيقة بفكرة النهضة والتطوير التي اطلقتها مؤسسة الخربوطلي للتنمية المستدامة، فهي تؤسس لدولة حرة منعتقة من التبعية، ورافضة للظلم والحرب والعصبيات الطائفية والمذهبية. كما أنها من دعاة التمسُّك بامتلاك السيادة داخلياً وخارجياً وممارستها.
فكرة النهضة والتطوير في جوهر معناها الاصطلاحي بناء الإنسان المواطن والمجتمع الدولة، فلا تخوين ولا بعد بين المواطن والوطن حيث يصبح الشعور الحقيقي والصادق بالانتماء إلى لبنان، والتطلُّع إلى التحديث والتطوير والتقدّم، مع احترام قيمة الإنسان. لأن شعارنا كان وسيبقى “ارفع رأسك يا أخي نحن اليوم في غير زمن”.. وهذا ما يعزِّز في النفوس الإحساس بالكرامة.. لأنه لا وطن بدون كرامة للمواطن..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى