خاص الشمال نيوز

علي شندب يرثي الصديق الدكتور فضل اليخني

الشمال نيوز  – عامر الشعار

كتب الكاتب السياسي الاعلامي علي شندب رثاء للدكتور الصديق فضل اليخني جاء فيه :

ما أصعب النعي والرثاء،،
حيث تضطرب الكلمات وتخون المفردات
الدكتور فضل الله اليخني، الذي أعتز بمعرفته منذ أكثر من 30 عاماً، توازياً مع المجال الأكاديمي الجامعي الذي امتهنه وأمضى عمره في خدمة الشباب والطلاب اللبنانيون والعرب، فقد تزاملنا وترافقنا في مسيرة نضالية وطنية وقومية عربية كبيرة، امتدت عبر عواصم الوطن العربي من اليمن الى ليبيا والعراق وسوريا، حيث تزاملنا في عديد المؤتمرات المناهضة للاستسلام والمقاومة للتطبيع ضد العدو الصهيوني وفي مؤتمرات “ملتقى الحوار العربي الثوري الديمقراطي” حيث كان للدكتور اليخني مساهمات ومقاربات فكرية وثقافية كانت محل تقدير ولفتة خاصة من الرئيس الراحل أحمد بن بلله وأركان الملتقى.
وقد وسمت الميزات الوطنية والقومية والصراع مع العدو الصهيوني وتفعيل المناعة الثقافية ضد ميوعة الاستلاب والابهار الغربي عبر اليات الدعاية والتسويق التي يتقن الدكتور يخني متسبطناتها ومستظهراتها، وبقي بلغته التواصلية الفريدة أميناً على أهمية تحصين الأجيال بالثقافة الوطنية والايمانية بوصفها الحصن الأخير في مواجهة التغريب والاستلاب والسطو بأقلام مدججة بجنازير دبابات الغزو.
الدكتور اليخني، استاذ الأسئلة القلقة والمقلقة والصعبة، في سؤاله تكمن الاجابة التي يريد سماعها من محاوره كنتيجة.
كان الدكتور اليخني من أوائل المقتنعين أن الترامبية هي تعبير عن النيوليبرالية والصهيونية الجديدة، وقد عبر عن ذلك رفقة المفكر يوسف الأشقر، في الندوة التي شهدتها الرابطة الثقافية بتنظيم من ندوة العمل العربي ورئيسها الصديق شربل شلهوب.
الدكتور يخني، كان وطنياً لبنانياً لأبعد الحدود، وكان مسلماً مؤمناً بدون تعصب ولا تزمت، وكان قومياً عربياً حتى النخاع مع ما يحمله ذلك من اعجاب ونقد للتجربة الناصرية والتجربة القذّافية والتجربة البعثية.
عصامي لأبعد الحدود، بعيداً عن الاستزلام والارتزاق، بنى مداميك تحصيله العلمي بعرق جبينه، ثم أكمل مسيرته الأكاديمية في الجامعة اللبنانية وجامعة الجنان واللبنانية الكندية وغيرها من الجامعات وأشرف على الكثير من الرسائل والأطروحات المتميزة، وهذا حقل جدير بزملائه وطلابه الحديث عنه.
ما أصعب النعي والرثاء، صديقي وأخي الأقرب فضل الله، الذي ترك بصمته في ميادين الثقافة والتعليم والنضال بمفهومه الطاهر والنبيل.
ما أصعب النعي والرثاء، وألم الفراق من محبيك وهم كثر، تتوسطهم العائلة الصغيرة والكبيرة، بهدوء متماسك من زوجتك وبناتك وابنك المهندس أزاد وقد كشفت فجيعة رحيلك الغادرة، عن صبرهم وحسن ادارتهم للأمور.
الرحمة لروح العميد الدكتور فضل الله اليخني، والعزاء لنا ولأسرته ولفيف محبيه وطلابه وأصدقائه ولعموم أهالي بلدة السفيرة في جبال الضنية الشامخة.
آخر حواراتنا قبل أن يدخل الى المستشفى كان عن معجزة غزة، والمقاومة الفلسطينية والعدوان الصهيوني المرجح على لبنان، وقد عبّر عن أمنيته ورغبته بتحرق وحسرة، أن يكون طالباً أو مقاتلاً لحظة سماعه أخبار “طوفان الأقصى في السابع من اكتوبر المجيد”.
نم قرير العين، بين يدي مليك مقتدر.
ولا حول ولا قوة الا بالله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى