مقالات مختارة

أهوَن الدُرُوب … بإِشعَال الحُرُوب

الشمال نيوز  – عامر الشعار

*كتب الإعلامي د. باسم عساف في جريدة الشرق – بيروت :*

**أهوَن الدُرُوب … بإِشعَال الحُرُوب…*

*الكِيانُ الصُّهيونيّ ، المَبني على فِكرة تجميع اليَهود في أرض فلسطين ، والذي نشأ على فكرَة الصِّراع العقائدِيِّ والإيديولجِيِّ مع باقي المخلوقات ، إذ يعتمِدون ويعتقِدون ، أنٌَ صِنفهم هو الذي يستحِقٌّ الحياة ، وما تجميع الناسِ حولَهم ، ليس إلا للإستخدام والإشغال بالخدمات ، التي تعود عليهم بالنَّفع العام ، دون أن يكون لهؤلاء ، أيُّ تقريرٍ للمصير ، أو أي قرارٍ يجعل لهم أيُّ وزنٍ ، أو أيُّ قرارٍ ، أو أيُّ دورٍ يؤثِّر على مُخطًّطاتِهم ، بالهيمنة والتسلُّط لحكم العالم بالرَّأس الواحد ، التي تديره الصهيونيَّة العالميَّة ، بعد تمسُّكها بالسٌّلطة والمال ، والسَّيطرة على حكومات العالم ، لتكون طيِّعةً بين أيديهم …**
من هذا المنطلق ، الذي إعتمدته الصهيونيَّة العالميَّة ومن بعدها إسرائيل ، فقد باتت تتعامل مع بقيٌَة الدول بفوقيّةٍ مُتعاليَةٍ وبتمَايزٍ أعمَى ، يتَّخذ من شرائعهم المقَدَّسة ، ووفق تعاليم تلمودهم ، الذ ي خطُّوهُ بأيادِيهم ، ورسموه بأفكارهم الشيطانية ، ليفرضوا على الناس ما تشتهي أنغسهِم من نزواتٍ وترَّهاتٍ وإفتِراءآتٍ ، لتنطلي على الشعوب بحبائل الكذب ، التي طالت مع الزمن ، وإستمرت أكثرَ من مِائة عام ، وهم يفتشون عن آثارِ الهيكل المَزعوم في القدس الشريف ، وتحت أسَاسَات المسجدِ الأقصَى ، ولم يجدوا حبٌَة ترابٍ من هذا الأثر ، الذي نشأت فكرة إقامة الوطن القومي اليهودي عليه ، وإعادة بناء الهيكل المزعوم فيه ، من أجل إقامة مَملكة داوود مجدداً ، لإحياء أمجادٍ تاريخيةٍ خياليةٍ ، غير موجودةٍ إلا بمعتقَداتِهم البالية ، التي يَغشٌُون بها اليَهود أولاً ، وباقي الخَلقِ بعدها ، لغاياتٍ في نفسِ يعقُوب …
*كلما مالت الدَّفَّة نحو الفضائح وتبيان الحقيقة لهذا الكيان الغاصب ، والمُحتل لأراضي الغير ، والمُستغلُّ لكُلِّ مبادئ وشرائع الدنيا ، لتبرير وجودِهم وإستعصَائهم بمقوِّمات العيش لكل بني البشر ، عبر إستيلائهم وإستغلالهم للحكومات والمنظمات الدولية ، والسيطرة على البلدان الصغيرة والنامية ، عبر المُغرَيات المتعدِّدة بالسلطة والمال ، أو بأفكارٍ تبهِرُ النُّفوس الضعيفة ، المتشدِّقة إلى المَناصِب والمَراكز والمواقع ، التي تتباهى من خلالها ، وتُطلِق منها أحقادَها وأنانيَّاتها بالحكم والسُّلطة ، لمآرب شخصيَّة وشيطانيَّة، وهذا ما يسري على معظم الدول والمنظمات كبرت أم صغرت ، والمهم بالأمر ، أنها باتت في رَكبِ مخطَّطات الصهيونيَّة العالمِيَّة …
*كيف للكيان الصهيوني أن يستمر ويتوسع ، ويزيد قوةً وتسلطاً ، من دون مقدِّماتٍ وتوطِئةٍ للوجود الثابت ، على الإستيطان ومغرياته لليهود وإستثماراتهم في أرض فلسطين ، بالعدِيدِ من المغرَيات بالمساعدات والتقديمات ، التي تُدغدِغَ نفوسَهم لتثبيتهم بهذه الأرض ، التي يعتبرونها منحةً من السَّماء لهم ، على تطبيق تعاليمهم ، التي وردت في التلمود …*
وهي من جهة ثانية ، تقوم على قتلِ وإبادةِ الآخرين ، حتى لا يكونوا حَجَر عَثرةٍ في طريق الوصول إلى غايتهم ، لذا هم يعتبِرون أن قتل الآخرين من الغُوِيم *(غير اليهود )* هو تقرُّباً للرَّب ، ويُحرِّصُون على التمادي به ، والمزيدِ من المجازِر التي ترضِي أحبارَهم ، الذين يحُضُّون على إرتكابهَا ، لأنها تقَرِّبهم من شياطينِهِم المُتحكِّمين بأفكارهم ورِقابهِم …
**الصِّراع بين الحقِّ والباطِل ، مستمرٌّ منذ نشوءِ الخَلق ، ومواجهة إبليس لآدم ، وإخراجِهما من الجَنَّة ليستقرَّا على هذه الأرض ، لتكون ساحة الصراع ، وإثبات قوَّةِ وحيلةِ كلٍّ منهما ومن يتبعهما ، إلى التحكُّمِ بالأرض وشعوبها ، وسوقِها إلى الهيمنة الكاملة ، لما فيها من منافعَ وخيرات ، وجميعُها مغرياتٍ لأهل الحق ، وأيضاً لأتباع الباطل ، حيث يحتدم الصراع على أشكال متعدِّدة منها : التنافس ، ومنها الحروب ، ومنها التخاصم ، ومنها الإعتداءآت على الحقوق والمكتسبات ، ومنها الإغتيالات الفردية والجماعية ، ومنها الدفاع عن الحريات والحقوق والمكتسبات ، ومنها التحرر من التبعية السياسية والأمنية والإقتصادية ، أو الإستقلال عن الإحتلال والإستغلال ، ومنها إثبات الحق في الحكم والسلطة …**
وهكذا فإن الصراع يأخذ الأشكال المتعددة كمياه البحر بين المَدِّ والجَزر ، وكالحرب بين الكرِّ والفرّْ ، وإنَّ ما يجري مع الصهيونية العالمية وربيبتها إسرائيل ، في إتِّباع درب الشياطين ، وإستخدام كل الوسائل والطرق المنحرفة عن الحق ، لتتعدى بذلك على البشرية ، التي وُجدت على الأرض لتعيش بسلام ، ولتستمِرّ بحياةٍ حرَّةٍ كريمةٍ ، لا تشوبها شائبة ، ولا تخدِشها نائبة …
**وقد إعتمدت الصهيونيَّة الطريق الآخر ، الذي تستعين فيها من الشياطين ، لتتحكَّم بالأرض وشعوبها ، ولا يمكن ذلك إلا بأساليب الكذِب والإفتراء ، وأحابيل الشياطين ، التي تستخدم كل الوسائل المُنحرِفة غير السَّوِيَّة، والبعيدةُ كلَّ البُعد عن الصفات البشرية المعتدلة والمستقيمة …**
ولا نستغرب أن تكون الصهيونيَّة دوماً في حروبٍ دائمةٍ مع الشعوب ، خاصَّة في القضايا المُحقة ، أو في مسائل الحُرٌِيات بالتعبير ، وفي التقرير للمصير ، وما القضية الفللسطينية وتحرير أرض فلسطين ، منذ أكثر من مائة عام المغتصبة عُنوةً وقَسوةً ، وإستخدام ما لا يخطر ببال أحد ، من الأسلحة الفتاكة ، التي تمعِن بالقتل والتدمير ، حتى الإبادَة الكامِلة للبشر والحجر والشجر …
*ونجد معها أنَّ إستخدامها للقوَّة المُفرِطة ، وإشعال الحروب بكافة وسائلها ، التدميريَّة والتفجِيريَّة والإغتياليَّة ، تصبُّ جميعها في أهوَنِ الدروب عندها ، للتحكُّم بشعبِ فلسطين وأرضِها ، وبالتالي للسَّيطرة على العالم من خلال التَجيير والتَجييش لمخططاتها العدوانية ، ولكل الدول والمنظمات الخاضعة ، والمتعاونة بالمدِّ إلى حين ، والتي تنتظر الجَزر إلى حينٍ آخرَ ، آتٍ لا مُحَال ….*

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى