حذار الوقوع في فخ الإقتتال والحروب العبثية
الشمال نيوز – عامر الشعار
حذار الوقوع في فخ الإقتتال والحروب العبثية
أيّها الإخوة في بلاد جبيل قضائي ولبنان ، منذ وقوع الحادثة المؤلمة مع إبننا باسكال الذي ضربتْ هيبة الجمهورية المنهارة ظهرت على شاشات التلفزة وحسابات على مواقع التواصل الإجتماعي أحاديث وخطب تدّعي الحفاظ على السلم الأهلي ولكن على طريقة العام 1975 ، أو ما يُعرف ب”الأمن الذاتي”. إنّ إدعاء نظرية الأمن الذاتي التي روّج لها بعض الأشخاص لا أصل لها من الناحية الدستورية والقانونية وفقًا لقانون الدفاع الوطني ( المرسوم الإشتراعي رقم 1 تاريخ 23 أذار1983 وتعديلاته)
أيها الإخوة في قضاء جبيل ولبنان ، عقب الكارثة المجرمة التي حلّت بولدنا باسكال سليمان وأسفرت عن إستشهاده بطريقة وحشية طالتنا في الصميم والأمر المؤسف توالت المنشورات المُضللة على مواقع التواصل الإجتماعي وفي الأماكن العامة منها نظرية مؤامرة على مرجعية سياسية معينة مفتعلة تطال منظومتها السياسية ، ومن بين هذه النظريات ما قيل عن أدلّة أو مؤشرات مزعومة على أنّ الحادثة مقصودة ، وسُرعان ما وُجهت أصابع الإتهام لبضع المراجع الحزبية وللنازحين السوريين وظهرت هذه الإدعاءات على صفحات لمستخدمين عاديين وحزبيين يدّعون صفات وطنية أو يقدمون أنفسهم على أنهم خبراء في الوطنية ، ما زاد من إنتشار هذه الشائعة وغيرها من الشائعات ونبؤات عن مصير ولدنا ، وهذا أمر زاد من حدة القلق لديّ أنا المقيم في باريس ومن بين عشرات الإتصالات والتعليقات التي وردتني ووردت إلى مكاتبي هنا في باريس ولبنان وعالم الإنتشار ، وسرعان ما تبخّرت وظهرت الحقيقة مقتل شاب إنسلخ عن عائلته،وأحيي حكمة البطريرك في لحظة تاريخية مصيرية.
أيها الإخوة في قضاء جبيل ولبنان ، لم أستوعب بادىء الأمر مغزى هذا التحرك الليلي حول ردّة الفعل على الجريمة النكراء وما رافقها من تصاريح إعتباطية لبعض النواب وخصوصًا لنائبي قضاء جبيل المتخاصميّن في السياسة والمتوافقين على جلد أبناء جبيل للآخر . إنّ ما حصل وبنتيجة الإتصالات التي أجريتها في نفس الليلة مع بعض المستشارين ورفاق النضال كان محاولة من بعضهم لتمييع الردود على جوهر الجريمة ، وهي رضوخ لحالات عدم الوعي وتدارك صعوبة الأمور ولصب الزيت على النار وفعليًا ظهرت النوايا الخبيثة أنهم لا يثقون بالدولة وأجهزتها وأكبر دليل على ذلك المطالبة ب”الأمن الذاتي” كما إطلاق التهم عشوائيًا ، لأغتنم الفرصة ثانية للثناء على الخطوة التي قام بها سيد الصرح حينما إلتقى قادة الأجهزة الأمنية .
أيها الإخوة في قضاء جبيل ولبنان ، هزّتني بعض المشاهد على أتوستراد مدينة الحرف والتي كادت أن تمتّد إلى بعض المناطق والطرقات وأصابتني بصدمة هائلة خاصة بعد نشر صور لأعمال التعرّض لبعض المواطنين العزّل من الجنسية السورية ، وما زاد من هذا الشعور المقزّز تسابق بعض المواطنين في إطلاق الإتهامات التي وصّفت جريمة الخطف من دون معرفة ما هو مضمونها وتفاصيلها ووقائعها وكأني بهم يستبقون تحقيقًا أطلّ علينا بعد كشف ملابسات الجريمة أقل ما يُقال عنهم أنه تحقيق مُلتبس يستدعي مزيدًا من طرح الأسئلة عن تداعياته وطريقة نقل المخطوف من لبنان إلى سوريا وصولاً إلى عملية الإسترداد وكأنّ الشعب اللبناني المقيم والمغترب ” غبي ” ليسمع هكذا تحليل .
أيها الإخوة في قضاء جبيل ولبنان ، يُبدي محللون سياسيون وعسكريون في لقاءات أجريتها معهم هنا إستغرابهم من الدرجة التي وصلت إليها حالة الشعب اللبناني والنظام السياسي ومستوى هذا الهراء في التفكير والتحليل لدى كل الأطراف السياسية أو الشعبية ، الأمر الذي دفع ضيوفي المحللين إلى الحديث عن ثقافة : “الهبل ” وضرب كل المقومات الفكرية .
أيها الإخوة في قضاء جبيل ولبنان ، حذار الوقوع في فخ الحرب الأهلية المسعورة تذّكروا ما جرى في العام 1975، راجعوا ما صرّح به العميد ريمون إده نائب بلاد جبيل وقارنوا بما قاله وما يُقال اليوم ، قارنوا مضامين تصاريحه ومدى فداحة الحرب المؤلمة ، المسؤولين مجددًا نوابا ووزراء يدّعون حرصهم عليكم ولكن هم فعليا مجرد حارس ومنفذ للمؤامرة ، لا تدعوهم يدخلونكم في بازار الحسابات السياسية الداخلية والإقليمية ويتاجرون بدمائكم ، إنهم جماعة الركوب على الشعب ومص دمه . هؤلاء يدفعونكم إلى حرب أهلية وبالنتيجة تسوية ستأتي على حسابكم وحساب قضائكم ووطنكم لبنان ، تيّقظوا قبل فوات الأوان نهار الجمعة يوم الإمتحان الحاسم كونوا على قدر المسؤولية ولا تدعوهم يتاجرون بدم الشهيد والجبليين والوطن .
الدكتور جيلبير المجبِّر فرنسا في 11 نيسان 2024