اخبار عكار والشمال

ندوة في اليسوعية شمالاً عن: العيش المشترك والتربية دعوات لتحصين الوحدة بالتنمية المتوازنة وعدم التمييز

الشمال نيوز  – عامر الشعار

ندوة في “اليسوعية” شمالاً عن: العيش المشترك والتربية
دعوات لتحصين الوحدة بالتنمية المتوازنة وعدم التمييز

أقيمت ندوة تحت عنوان “العيش المشترك هل يأتي من التربية؟”، وبدعوة من جامعة القديس يوسف حرم لبنان الشمالي، وجمعية “للخير انا وانت”، في حضور النائبين اشرف ريفي وطه ناجي، والنواب السابقين: سمير الجسر، وعلي الدرويش، ومصطفى علوش، والنائب البطريركي العام المطران جوزيف نفاع، والمطرانين أدوار ضاهر وافرام كرياكوس، كما وحضرت شخصيات أكاديمية وتربوية وثقافية وقيادات من المجتمع المدني.

 

فاديا الجميل

بداية، النشيد الوطني، ومن ثم تحدثت فاديا علم الجميل، مديرة حرم الشمال في جامعة القديس يوسف، فلفتت الى ان “العيش المشترك يعني أن الله خلقنا مختلفين وان رفض الإختلاف رفض لارادة الله”. وعرضت لتجربتها مؤكدة “العيش بمحبة الإجماع الذي تعلمه طرابلس”… وسألت: “اليست التربية للعيش معا؟”، وأجابت: “نعم هي إذاك التربية المثلى”. وجزمت ان “العيش المشترك يأتي من المدرسة ولا يمكننا ان لا نعيش معا”.

 

غمراوي زيادة
قالت غمراوي: “كنت دائمًا أبدأ كلمتي ب “بسم الله الرحمن الرحيم”، ولكنني اليوم ومع هذا اللقاء أقول “بسم الله رب العالمين” أي المُربّي الأول للبشرية جمعاء.

قال تعالى في كتابه الكريم، الذي هو المصدر الأول عند المسلمين الذي نستقي منه الأحكام العقائدية، والشرعية والخلقية أي التربية الفكرية والقانونية والسلوكية، فقال تعالى: “لَّا يَنْهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوٓاْ إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ”.

قانون واضح المعاني، أن يكون المسلم في علاقة مع الآخرين قوامها البر وليس فقط الخير، بل والقسط وأكد أنه يحب المقسطين، لذلك نحن لسنا من أنصار المساواة بل من أنصار العدالة.

وتجسد ذلك ثانيًا بالمربي الثاني محمد صلى الله عليه وسلم الذي حوله من نظري لواقع عملي وعندما سئلت عائشة بأن صفي لنا محمد قالت هو قرآن يمشي على الأرض.

هو القدوة الحسنة لبشريته وإنسانيته، وعلمنا احترام الشرائع الأخرى كون الشريعة الإسلامية هي متممة لها والذي قال أنا دعوة أبي ابراهيم وبشرى أخي عيسى.
لذلك فنحن بحاجة للتربية الأخلاقية وليس فقط للاختصاصات العلمية العالية.

ومن ثم بدأت أعمال الندوة بمداخلة لمديرها الصحافي رائد الخطيب.

 

الأب دكاش

ومن ثم قدم رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت الأب سليم دكاش اليسوعي مداخلته وقال: “إن حديثنا اليوم مؤسس على حقيقة قائمة منذ عشرات السنين ولو عشنا صعوبات فإننا نتعلم لنبني الافضل. فنحن نتحدث اليوم عن أمانة يجب أن نحافظ عليها. فالتربية ضمن الأسرة والكنيسة والمجتمع لها دور ولكن ينبغي تعريف العيش المشترك انطلاقا من السؤال الذي تطرحه الندوة. فمن أين يأتي العيش المشترك انه لا يأتي مباشرة من التربية بل من الدستور ومبادئه العامة كما هي حال مضامين الدستور المشبع بالعيش المشترك وهو البند الأول لارادة العيش معا والاقرار بالتعددية والاختلاف”.

وتابع: “السؤال هنا يتعلق بكيفية بناء الحالة الوجودية للعيش المشترك، واحترام الهوية الدينية واحترام كرامة الإنسان كقيمة وقبول الآخر انطلاقا من الكرامة الإنسانية”.

ورأى أن “لا بد من تناغم يضمن التوازن ومن ثقافة السلم الاجتماعي الذي ينطلق من جملة القيم الإنسانية. والعنصرية الأساس الذي يقوم على الحوار والانسجام الفكري واحترام الرأي والآخر”.

وتابع مشددا على “وجوب اعلاء العيش المشترك بروح من الانفتاح كامر استراتيحي من خلال التنوع في الوحدة. واحترام الهوية الثقافية والدينية لكل طرف من الأطراف في ظل اختلاف التنوع والايمان بالايخاء الإنساني”.

ورأى ان “بناء حالة التفاعل الاجتماعي تأتي من خلال الحوار المجتمعي وتحديد الآليات الاسلم للحوار والعمل على حالة انسجام فكري من خلال الحوار وخلق أساليب التفاهم بين كل مكونات المجتمع”.

وتوقف الأب دكاش متابعا عند وثيقتين صادرتين حديثا في موضوع العيش المشترك: الأولى أيام قداية البابا بولس الثاني الذي أشار بقوة في رجاء جديد للبنان العام ١٩٩٧ ، والحقيقة الثانية إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك العام ٢٠١٧ ، ملاحظا ان هذا الأعلان هو إعلان نوايا طيبة وتصميم على إنقاذ مقتضيات العيش المشترك بأحقاق المواطنة ، ذلك في لحظة تاريخية خطيرة تستدعي مسؤوليات على الدين والدول،

وتناول مضمون الوثيقة، مشيرا الى ان “الأزهر ومجلس حكماء المسلمين ومسيحيي الشرق يلتقون على الإيمان بالمساواة في الأوطان والحقوق والواجبات”.

وتناول دور التربية في تعزيز العيش المشترك لافتا الى ان “كل الوثائق ذات الطابع الديني ومنها إعلان ابو ظبي ٢٠١٩ تدعو المؤسسات التربوية للتعليم على القيم الإنسانية الاجتماعية ومنها الاحترام المتبادل والتسامح والحوار الى بناء ثقة التآنس والقربى”.

ورأى أننا “ولنربي على العيش المشترك في مدارسنا وجامعاتنا لا بد من تأكيد نصوص التاسيس لشبكات المدارس على احترام العيش المشترك باحترام الآخر وثقافته وبناء ثقافة الحوار في نفوس التلامذة ونموذجية الأستاذ والموظف والعامل المدرسي”.

وتساءل: “هل نكتفي بالتربية على العيش المشترك ام ننتقل الى التربية على المواطنة؟”… ليجيب: “إن العيش المشترك هو ركن من أركان المواطنة المرتبطة حكما بالدولة ومؤسساتها والتي من شانها ان تقوي العيش المشترك وتحميه”.

وختم مؤكدا: “لا مناص من ان نعيش معا ونتقاسم أيضا اللغة والثقافة والانتماء”.

 

المفتي إمام

ومن ثم قدم مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد طارق إمام مداخلته واستهل بأنه يؤثر “القول بدل العيش المشترك العيش الواحد”، معتبرا اننا “نعالج مسألة نعيشها حسا وواقعا وعرفناها بعفوية في بيوتنا ومدارستا ومؤسساتنا ولم نعرف فرقا بيننا. ولكننا لا بد أن نبحث في القواعد والاسس والدراسات العلمية لتكريم وتثبيت هذا العيش من مطبات يتعرض لها وان يبقى بمناى عن تجاذب او شد عصب”.

وقال : ان القضية هي قضية الإنسان، فعلينا أن نصوغ إنسانا في مجتمع متكامل ضمن مواطنة صحيحة في مجتمع راق و التربية نريدها أن تصوغ إنسانا يكفل القيمة الإنسانية وانه عنصر مكرم من الله فلا يحق لنا ان نحط من كرامة الإنسان”.

ورأى ان “بالحوار الكاشف الجدي يكون التعارف والتعرف في النصاب الواضح لا من وراء حجب او حواجز وهمية او تحليلات… فالإنسان خصه الله بالبيان يصغي ويتفاهم بالتي هي أحسن ويخاطب بالعقل ويعيش انسانيته في تعارفه كبداية لاكتشاف الآخر ثم التعاون والارقى التكاتف لطبقات المجتمع لتكون في عيش مريح والايثار”.

وتابع أمام: “ان الحياة تلك الخاصية العلوية المودعة من قبل الخالق، والروح من علم ربي ذلك السر الروحي ، هو الاسمى فالروح قدرة الخالق والحياة هذه ليست في تصورنا حياة وموت وكفى لأن الحياة بهذا التصور هي الكائنات الحية المتحركة بالغريزة أما الإنسان فهو المكرم عند الله في أحسن تكوين . لذلك التصرف ينبغي أن يكون تصرفا حسنا وينسحب ذلك على مجمل الحياة والإنسان مجموعة من الطباع وهنا قدرة الخالق فالطباع تتغير بين انسان واخر وثمة ما يحتاج الى تغيير وسيطرة وبذلك التربية تتعامل مع الجينات الخلقية لتقوي السلوك المحمود وحتى الخلق المذموم ينبغي أن يعدل لا أن يلغى. واما الغضب فهو طبع ربما هو مطلوب والخطأ فيه أن يكون في غير محله… والكرم مطلوب وأن زاد صار تبذيرا واسرافا وأن نزل عن حده صار بخلا”.

وأضاف: “إن من اساس تربية الإنسان أن تتوجه الى الطباع فتضعها في الميزان الصحيح، والتربية توصل الخلق وهي عمل تراكمي وتكافح وفعل دائم مستمر … كما هو الشأن بتربية نبتةحتى تكبر . اما الحاجة فهي الى متابعة دائمة”…

واستشهد إمام بايات من القرآن الكريم والحديث الشريف مشددا على “الرفق والابتعاد عن العنف الذي لا يولد الا التباعد وحيث الرفق يمهد العقبات… وهذا هو اليقين بالمربي اذ ان التربية ليس لها وقت فهي على طول العمر وأن يربي الإنسان نفسه جيدا فيكافح المرء نفسه والقصور وليشتغل الإنسان على تحسين نفسه وفق نموذج صالح يبدأ مع الوالدين. وهنا مطلوب نموذج عال في التعامل كي يطبع على ذلك”.

وقال متابعا ان الآباء والأمهات مربون اولون، فثمة مسؤولية مباشرة على الاهل، ونحن نتفق جميعا بأن ازمتنا أزمة اخلاق وقيم وتتعلق بالباعث الداخلي لفعل الصواب. والتربية ان تجعل الإنسان يفعل الصح . كما انه لا بد من سلطة تضبط بشكل صحيح بموازين العدل . والأفضل ان تكون التربية دافعة للخير. ثم هناك تاثيرات المعشر والبيئة والصديق الذي يؤثر حاسما على الإنسان”.

ولفت الى ان “الاعلام مؤثر اكبر وجاذب ولا بد من دور للمربي لحسن الفائدة من الاعلام، كما الدور للمؤسسات في المجتمع حيث يدرك الإنسان قيمته وقدرته على الحصول على حقوقه من خلال العدالة والقوانين. وكما ثمة دور للمرجع الصالح لرد المظالم بعيدا من الاستنفار والتوتر والتوتير. فلا بد من حسن الرؤية والتعاطي الموضوعي والحذر من شخصنة الأمور ومن هنا نتطلع الى مؤسسات شفافة تضمن كرامة المواطن”.

وخلص إمام الى أن “التربية تهدف الى التلاقي الإنساني ومعرفة قيمة الآخر كقيمة كبرى وصون العيش المشترك قيمة الإنسان الكبرى في لبنان”.
تلا ذلك مجموعة كبيرة من المداخلات والأسئلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى