خواطر مغترب والترسيم بين الوهم والحقيقة
الشمال نيوز – عامر الشعار
الترسيم بين الوهم والحقيقة
خواطر مغترب
سنحاول أن نقوم بجردة لتقييم الربح والخسارة ولكن أولًا نريد أن نبدي دهشتنا واستغرابنا لهذا الجو التفاؤلي العارم وخاصة مِن مَن كانو أشد المعارضين له ويعتبرونه تفریط ب1,430 km كلم من مياهنا الاقتصادية واليوم تحول هذا الترسيم إلى إنجاز والذي يحوي من ضمنه حقل کاريش الجاهز، والذي بدأ الانتاج الفعلي به البارحة.
وكلمة إنجاز يقابلها كلمة إخفاق، إخفاق بضمان حقوقنا بالخط ال 29 والذي يخسرنا 70% من الغاز المتدفق من حقل كاريش
ما كان ليمكن أن يتدفق لو لم نتسرع بالتنازل عنه ولو كنا قد وثّقنا حقوقنا به بالأمم المتحدة لما كانت تجرأت أي شركة على الاشتراك بعملية الاستخراج خوفًا من إقامة الدعاوي عليها وعادة تكون الدعاوي مكلفة جداً وحجم التعويضات كبيرة جدًا ولا يوجد شركة تعرّض نفسها لهذه المخاطر.
وخسارتنا لهذا الحقل تقدر بعشرات المليارات خسرناها مقابل ربح البهورات وادعاء الانتصارات الفارغة بزعم أننا أخذنا کل مطالبنا لأن الإسرائيليين بدأوو معكم بالخديعة الكبرى بأنهم فاوضوكم على خطوط مفتعلة داخل الأراضي اللبنانية بدل من خط الناقورة والذي هو أساس الحدود اللبنانية وأنتم بلعتم الطعم
واليوم تصّورو للشعب أنكم حصّلتم كل الحقوق ولم تتنازلو لأنكم وصلتو إلى خط ال 23 والذي هو خط مفتعل ويقع أيضًا داخل الأراضي اللبنانية
وأنكم اضطررتم للدخول بالبحر ٥ أميال عن نقطة الناقورة حتى لا يتبين أنه غير موازي لنقطة الناقورة والتي كانت حتمًا ستؤدي إلى الخط 29 وتعطينا حقوقنا من الغاز الذي بدأ يتدفق من كاريش بدل خط الوهم بقانا واللي اعتبرتوه غنيمة تستحق كل هذه الاحتفالات وتوزيع النياشين والتهليل ومشيتو بهالمسار الطويل اللي بدو سنين لحتى ينكشف أمره ويدري مين يعيش(( وعيش يا كديش حتی ينبت الحشيش)) وتخليتو عن كاريش
إسرائيل اليوم حصلت على أقصى ما كانت تتمناه بأنها حیدت کاریش من حق لبنان بالمنازعة عليه وطمأنت الشركات العاملة.
وادعت أن دولة عدوه اعترفت بها وألقت للبنان بعضمة قانا ليتلهو بها لعدة سنين وأخرجت نفسها من احتمال الدخول بمنازعات دولية والتي ممكن أن توقف الأعمال بحقل كاريش
تعالو ندخل بالعالم الافتراضي حيث العالم يمارس العدالة ويحفظ الحقوق والحقيقة ولندخل في أحلام اليقظة ونتخيل أننا حصلنا على حقنا ال٧٠٪ من الغاز المتدفق من کاریش ومددنا فوراً أنابيب لنقل الغاز لمعمل تولید الكهرباء بالزهراني ونقلنا الغاز بالسفن لمحطة دیر عمار والتي هي تعمل على الغاز أيضًا
أما كنا خلصنا من مصيبة الكهرباء وأيضًا حولنا بقيه المعامل لتعمل على الغاز.
وحلم اليقظة هذا سرح بي لخطة أجمل وهي طالما الغاز ينبع من بحرنا ولا ندفع ثمنه فلتوزع الكهرباء على بيوت كل اللبنانيين الذين هم من أصحاب الدخل المحدود ولا يحتاجو إلى أكثر من 5 AMPS أو 10 AMP فليعطو أول 5 AMP بدون دفع ثمنهم واذا احتاجو أكثر من ٥ فليحصلو عليها بأسعار مقبولة ويعطى للمصانع والشركات بسعر التكلفة تقريبًا فلو أصبح هذا الحلم حقيقة كم كان لیحل من مشاكل بالبلد.
وهذا سيحل المشكلة الأكبر التي تواجهنا وهي إبعاد اللصوص والفاسدين عن مصادر ثروات البلد فإذا استعمل من المنبع مباشرة إلى المستهلك فلن يمر بقنواتهم ويصل للشعب (صاغ سليم ) وبهذا تتأمن الكهرباء للجميع للفقير الذي اليوم يشتري من المولدات ١ أو ٢ أمبير والمصانع التي تساهم بتشغيل العمال والتي تعاني من التكلفة العالية للكهرباء والتي ترفع أسعار منتجاتها فلا تستطيع المنافسة
فأنا أقول فلنحول حلم اليقظة إلى حقيقة وتنتهي المشكلة ويوقف نزيف وزارة الطاقة التي هدرت أكثر من ٥٠ مليار
وهذا الحلم ما زال ممكنًا ليس بإلغاء الترسيم، بل بتحصيل حقوقنا بكاريش حسب القوانين الدولية والتي هي مثبتة بالخرائط وتؤكد أن هذا الترسيم غير صحيح
فلو كان هذا الترسيم صحيح لما كانو اضطرو إلى نقل نقطة الحدود البرية بالناقورة مسافة ٥ أميال بالبحر ويبدأو بنقطة مستحدثة بالبحر ليخلقو خط ال٢٣ المستحدث والمفتعل ليضيعو خط الناقورة
وهذا الترسيم يمكن المفاوضة لتعديله لاسترجاع الحقوق حسب الخرائط الدولية
ونقول هذا الترسيم لم يكن قانونيًا لانه لم يعرض على مجلس النواب وتقديم كل الوثائق التي تثبّت لنا حقوقنا بكاريش ونحن لا نريد ان يمزق هذا الاتفاق كما حدث باتفاق ١٧ أيار بين إسرائيل وأمين جميل
فلذلك يجب إعادة فتحه وتعديله
وبعد تعديل الترسيم، وارجاع الحقوق خلي كل المهيص اليوم والمحتفل يحتفل ونحن نحتفل معه والكل يكون رضيانين
ملاحظة: کنا قد عرضنا مراراً أن نستعين بالأعضاء المنحدرين من أصل لبناني في الكونغرس ومجلس الشيوخ الأميركي لیدعمو حقوقنا بخط ال 29 بعد أن تقدم الخرائط والوثائق المصدقة من الجهات الدولية المختصة بعلوم البحار.
وخاصة أن الأميركي هو من ضغط لاتمام صفقة الترسيم وبضغط من اللوبي الصهيوني بأميركا ولم يسعى أحد من المفاوضين اللبنانيين أن يحصل على تأیید اللوبي اللبناني والذي لا يستهان به وأنا عملت وتعاونت معهم ولكن نرجسية المفاوضين عندنا منعتهم من ذلك.