الرئيس الحريري يرعى المصالحة في السراي الحكومي
اهالي الشهيدين الشيخ احمد عبدالواحد ومحمد مرعب يشكرون دولة الرئيس سعد الحريري على قيامه بالمصالحة مع قيادة الجيش… وكل من ساهم فيها وشاركهم …
الشمال نيوز – عامر الشعار
تصوير محمود صالح
رعى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر اليوم في السراي الحكومي مصالحة بين عائلتي عبد الواحد ومرعب والمؤسسة العسكرية. وكان ذلك في لقاء حضره وزير الدفاع يعقوب الصراف، وزير الدولة لشؤون النازحين السوريين معين المرعبي، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والنواب: خالد زهرمان، نضال طعمة وخضر حبيب،محافظ عكار عماد اللبكي ، النائب السابق فارس سعيد، مفتي عكار الشيخ زيد زكريا بكار، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء سعد الله الحمد، الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير،رئيس هيئة الاشراف والرقابة في تيار المستقبل محمد المراد ، عضو المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى علي طليس، منسق عام تيار المستقبل في عكار خالد طه، اللواء المتقاعد عدنان مرعب، اعضاء المكتب السياسي في تيار المستقبل الدكتور سامر حدارة والاستاذ طارق المرعبي، رئيس الجمعية الحميدية الخيرية المحامي خالد الزعبي، رجل الاعمال كميل مراد والسيد بلال صالح وممثلون عن عائلتي الشهيدين الشيخ أحمد عبد الواحد ومحمد مرعب وشخصيات دينية وفعاليات عكارية.
كلمة المفتي دريان
استهل الحفل بكلمة للمفتي دريان، قال فيها: “أنا في غاية السرور والسعادة أن ألتقي، برعاية دولة الرئيس الحريري، مع أهلنا وأبنائنا وأخواننا وأخواتنا من عكار، التي لها في قلوب اللبنانيين محبة كبيرة، ونحن دائما نعوّل على وحدة عائلاتنا، وعلى الاستقرار والأمن والسلامة والاطمئنان في كل مناطقنا اللبنانية. عكار عزيزة على قلوبنا، ونريد منها أن تكون منطقة حاضنة للأمن والاطمئنان، حاضنة للتسامح والعيش المشترك. لقاؤنا اليوم برعاية الرئيس الحريري، من أجل شد أواصر المحبة والمودة بين عائلاتنا، دولة الرئيس همه الدائم أن يكون الناس معا بمحبة ووئام. قد يعترض مسيرتنا في بعض الأحيان، أثناء عيشنا المشترك، بعض المشاكل والأزمات والحوادث، ولكننا جميعا علينا أن نتعالى على الجراح من أجل أن نكون كما أمرنا الله سبحانه وتعالى، معتصمين بحبله المتين”.
كلمة الرئيس الحريري
ثم تحدث الرئيس الحريري، فقال: “أهلا بكم في السراي، التي هي بيت لكل اللبنانيين. أعرف أن الخسارة كبيرة جدا، خاصة للعائلة، فمهما فعلنا ومهما حاولنا أن نفعل، أنتم أكثر من تأثر بما حصل، وما وقع عليكم وقع علي، ولكن وجودنا مع بعضنا البعض ووقوفنا سويّا ومحبتنا هو وحده ما يمكن أن يخفّف هذه الخسارة. ليس هناك من أمر يمكن أن يعيد شعور الأب أو الزوج حين يكون بين عائلته، ولكن محبة الناس هي التي يمكن أن تعوض، وخاصة عائلتكم الكريمة التي تكون إلى جانبكم. هذا ما عشته أنا وما أنتم تعيشونه اليوم”.
تعقيب المفتي دريان
ثم عقّب المفتي دريان بالقول: “أود أن أؤكد أننا في لبنان، في كل المناطق ولا سيما عكار، التي هي خزان الجيش اللبناني، ليس لدينا أي مشروع سوى مشروع الدولة القوية القادرة والعادلة. وأنا أعرف أن أهل عكار لن يكونوا إلا إلى جانب المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية، وهم يعتبرون أنفسهم أنهم مع الجيش اللبناني كشخص واحد، وأملنا وأمل دولة الرئيس في هذا الأمر أن نظهر عكار كصورة للعيش المشترك ومثالا لكل لبنان في المحافظة على الاستقرار
كلمة الشيخ عبد الواحد
بعد ذلك تحدث شقيق الشيخ الشهيد عبد الواحد الشيخ علاء الدين عبد الواحد فتوجه إلى الرئيس الحريري قائلا: “تعلمون مكانتكم في قلوبنا، حضرنا مع أفراد العائلة واضعين نصب أعيننا موقعكم الشخصي في هذه القضية. لقد وقفتم معنا منذ اللحظة الأولى موقفا رجوليا، وأنتم يا دولة الرئيس تمونون علينا نتمثّل بحكمتكم وصبركم على مصابكم باستشهاد الرئيس رفيق الحريري”.
وأضاف: “وبرعايتكم يا دولة الرئيس، ومباركة دار الفتوى، وعلى رأسها صاحب السماحة، وافقت عائلتي عبد الواحد ومرعب على المصالحة مع المؤسسة العسكرية التي نعتبرها الضامن الوحيد للسلم الأهلي في بلدنا، معاهدين محبي الشهيد الشيخ أحمد أن نبقى على عهده ونكمل مسيرته التي آمن بها واستشهد من أجلها. ونعاهدك أيضا يا دولة الرئيس أن نبقى على نهج ودرب الرئيس الشهيد رفيق الحريري لإكمال هذه المسيرة التي تؤمن بالله وصون الوطن والذود عنه جنبا إلى جنب مع مؤسستنا العسكرية وسائر القوى الأمنية. إن مبادرتكم هذه ليست بغريبة عليكم، حيث قمتم بخطوات جبارة لإنقاذ وطننا وصونه والحفاظ عليه، وما نفعله اليوم جزءا يسيرا من عطاءاتكم وتضحياتكم”.
وختم قائلا: “هناك من تسوّل له نفسه بأننا تنازلنا عن حقنا في هذه القضية، نعم تنازلنا وسامحنا في هذه القضية لأننا مسلمون، وإن المؤمن يصاب على قدر إيمانه، وتركنا القصاص من الجاني لله رب العالمين. نعم تنازلنا عن حقنا في هذه القضية من أجل الحفاظ على وطننا لبنان، ونقول: “ما في حدا أكبر من بلده”. نعم، تنازلنا من أجل حقن الدماء كي لا ندع مجالا للاستغلال بعيدا عن العنف والتطرف وحفاظا على المؤسسة العسكرية التي هي منا ونحن منها”.
*كلمة وزير الدفاع*
من جهته قال الوزير الصراف: “لا أستطيع إلا أن أشكر الرئيس الحريري على أمرين، الأول أنك ابن شهيد، تخاطب وتجمع أولا شهداء وتقول لهم جرحي جرحُكم وألمي ألمكم، فهذه بادرة عظيمة وتستحق كل احترام وتقدير. ثانيا أقول، وبصفتي ابن عكار، وأخ للأخوة المشايخ، أن تستضيف يا دولة الرئيس عائلتنا العكارية أمر كبير جدا. هذه المناسبة ليست مصالحة كما سبق أن ذُكر، فلم ولن يكون هناك أي خلاف بين مؤسسة الجيش وأي مواطن لبناني، لا بل على العكس، هذه المؤسسة لا تحيا ولن تحيا بدون أدعيتكم وصلواتكم، وبدون دعمكم السياسي يا دولة الرئيس، وبدون ظل عمامتك يا سماحة المفتي”.
وأضاف: “كل عائلة وكل رب عائلة يخظئ، والحمد الله أن ربنا يلهم ليس فقط السماح ولكن أيضا الدعم والانفتاح والمحبة، واليوم موسم محبة، وما أجمل تكليل هذه المحبة بلقائنا بداركم”.
وختم قائلا: “أود أن أشكركم، ليس فقط بصفتي وزير دفاع، ولكن أيضا بصفتي ابن عكار وأخ لكل يتيم من عكار”.
نقلا” عن الموقع الرسمي لتيار المستقبل