Uncategorizedخاص الشمال نيوز

ريما جلول الحسيني ترثي القائد الإنسان العميد عصام أبو زكي بكلمات وجدانية

الشمال نيوز – عامر الشعار

في كلمات وجدانية من القلب لها ايقاع مؤثر ومحزن ، نعت رئيسة جمعية جنة المحبة الخيرية الإجتماعية السيدة ريم جلول الحسيني عقيلة العقيد في أمن الدولة خالد الحسيني، المغفور له العميد عصام أبو زكي، في توصيف يستجقه هذا القائد.

وقد استذكرت السيدة ريما جلول الحسيني فترة طويلة من الزمن من حياة العميد الراحل في المواقف الوطنية والانسانية والعائلية والإجتماعية وأهم ما قالت :

في منتصف الليل هزّني خبر مفجع 
العميد عصام أبو زكي في ذمة الله …
إسترجعت ذكريات قديمة ذكريات جميلة لا أحب أن أنساها … 
ذكريات صداقة والدي بالعم عصام .. 
إسترجعت كل الصور في رأسي وفي ألبومات العائلة 
إسترجعت الزمن الجميل الذي رحل برحيل والدي
بكيت بحرقة عندما تذكرت عمو عصام وهو يعزينا بوالدي وكان يبكيه وكأنه فقد أخيه ..
لا أدري كيف أنعيك أيها البطل الشجاع
رحلت عنّا في زمنٍ قلّ فيه الرجال
كنت مالئ الدنيا وشاغل الناس
شغلت أعلى المناصب بكفاءتك
وترفعت عن كل المكاسب بأخلاقك
عمو عصام لن أنساك يا صديق والدي
تعازي للحبيبة مي ولأولادك أنيس وباسل
رحمة الله عليك …

العميد عصام أبو زكي في ذمّة الله (الأنباء الالكترونية)

من زمن الفرسان والأصالة النادرة، رجلٌ كفوء ذو أخلاقية عالية يُضرًب بها المثل. شجاع مندفع من أجل وطنه، واحدٌ من قلَّةٍ في عصرنا الحديث، لمع اسمه باكرًا في السلك العسكري أصبح مالىء الدنيا وشاغل الناس بما قدّمه من إنجازات على الصعيد الأمني ووقفته في ظل الحصار العسكري والإقتصادي الذي فرضه العدو الإسرائيلي على مدينة بيروت في العام ١٩٨٢. العميد عصام أبو زكي محاربٌ صلبٌ ومعادلة صعبة في زمن تفكّك الرجال.

ولد العميد عصام أبو زكي في ٢٢ حزيران من العام ١٩٤١ في عينبال في الشوف، والده العقيد أنيس أبو زكي خدم مع الرئيس فؤاد شهاب وكان مدير فرع المخابرات في جبل لبنان ووالدته نجلا حسن، درس في “مدرسة الآباء المريميين” في فرن الشباك وانتقل بعدها إلى “مدرسة عينطورة” وبعدها إلى “مدرسة عاليه”. تأثر بوالده كثيرًا فالتحق بالمدرسة الحربية في العام ١٩٦١ ليتخرّج منها في العام ١٩٦٤.

متزوج من مي فؤاد الغريب وله منها لدين أنيس مهندس حائز على شهادة الماجستير في الهندسة البيئية ويعمل في لندن وباسم محامي متخرّج من جامعة الحكمة.

منذ بداياته عُرفَ عن العميد أبو زكي تفانيه في مهامه فأوكلت إليه المهمات الصعبة، من ضبط الأمن في منطقة زغرتا وإلقاء القبض على أخطر المطلوبين للعدالة منهم “الدنكورة”، وهو من آل فرنجية ويُعرف أيضًا بشيخ الجبل وقد ارتبط اسمه لاحقًا بمجزرة شكا مع بدايات الحرب اللبنانية، وآخرين كانوا يرعبون المنطقة وأهاليها وهكذا أصبح العميد عصام أبو زكي محط إعجاب الجميع.

استلم عدة مناصب فأدار أول غرفة عمليات للشرطه “الفرقة ١٦” في العام ١٩٦٥ وانتقل بعدها إلى مفرزة سير بيروت وفصيلة بعلبك ومن ثم إلى سجن الرمل، كما كان آمر مجموعة كازينو لبنان، وفصيلة جونية.

تمكّن من إنهاء عصيان طرابلس حين ظهر شخص اسمه أحمد القدّور نصّب نفسه رئيس دولة المطلوبين معلنًا عصيانًا على الدولة وكان العميد أبو زكي رئيس المجموعة التي اقتحمت الأسواق الداخلية في طرابلس فتمكّن خلال ١٨ يوم من توقيف القدور وجماعته.

وحارب كذلك عصيان فاروق المقدم أحد الزعماء المحليين في الشمال والذي أعلن عن ثورته ضد الدولة في العام ١٩٧٤، فوسّع نطاق سيطرته على المدينة وأطلق النار على الدوريات مما أدى إلى إستشهاد عناصر من قوى الأمن، لكنه تمكّن من إلقاء القبض عليه ومُنِح ترقية.

كما أوقف جاسوس إسرائيلي دخل لبنان بجواز سفر ألماني واشترك في عمليات اغتيال لعدة شخصيات. ويتحدّث العميد عصام أبو زكي عن تلك الفترة قائلاً: “تمكّنا في فترة وجيزة من السيطرة على الأمن في طرابلس وبنيت علاقات مميّزة مع الأهالي فتمتعت بشهرة وسمعة طيبة خاصة لتمكّني من المحافظة على التوازن في تلك المرحلة التي حضّرت لنشوء الحرب الأهلية”.

استلم دائرة المباحث العامة في العام ١٩٧٥ في بيروت، وكان إغتيال الزعيم كمال جنبلاط نقطة تحوّل مفصلية في الأزمة اللبنانية، فشارك في التحقيق وتمكّن من معرفة الجناة في فترة أسبوع.

كان قائد سرية الجنوب وقائد سرية الطوارىء، ويقول في هذا السياق :”كان لي الشرف انني قاومت الحصار الإسرائيلي وكنت أول من وصل بعد مجزرة صبرا وشاتيلا، وتمكّنت من المحافظة على حياة العديد من الناس”.

تولّى في العام ١٩٨٤ قيادة الشرطه القضائية وبقى في منصبه مدة تسع سنوات، تعامل خلالها مع الأنتربول والمكاتب المركزية لمكافحة المخدرات، في ظل الفوضى التي كانت سائدة، فواجه أخطر العصابات التي كانت تجلب المخدرات من بوغوتا، تشيلي، البيرو، البرازيل وبوليفيا.

نال عدة أوسمة وشهادات تقدير،  وغادر السلك العسكري في العام ١٩٩٣ حين لم تعد تستطع قوى الأمر الواقع آنذاك تحمله.

أصبحت الثقة بخبرة العميد عصام أبو زكي عالمية فشارك في العديد من التحقيقات الدولية والدورات التدريبية نال على أثرها الأوسمة ورسائل الشكر ونذكر منها:

– وسام الإستحقاق اللبناني الدرجة الثالثة في العام ١٩٧١.

– وسام الإستحقاق اللبناني في العام ١٩٧٤ من الدرجة الثالثة.

– وسام الإستحقاق اللبناني الدرجة الثانية في العام ١٩٨١.

– وسام الأرز الوطني برتبة كومندور في العام ١٩٩٨.

– وسام الوحدة الوطنية في العام ١٩٩٤.

– وسام حربي كقائد للشرطة القضائية في العام ١٩٩٢.

– شهادة تقدير من وزارة الداخلية الفرنسية لمساهمته مع دول الشرق الأوسط في مكافحة المخدرات.

– شهادة تعاون مع شرطة كوريا الجنوبية في عملية تهريب مخدرات.

– شهادة من دائرة مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة الأمريكية.

– شهادة من أكاديمية الشرطه الفنزويللية.

– شهادة تقدير ن دولة تشيلي وكندا وألمانيا وإيران ومن بريطانيا ودول الكومنولث.

– شهادة من مكتب الجمارك من بريطانيا ومن مكتب السكوتلانديارد.

تفرّغ المرحوم قبل وفاته لكتابة المقالات ولأعمال تتعلّق بتنظيم شؤون الطائفة الدرزية وهو كان مسؤول عن الملف الدرزي وعضو بلجنة أصدقاء مؤسسة العرفان.

للفقيد العميد عصام أبو زكي الرحمة ولأهله ورفاقه الصبر والسلوان.

*وكالة داخلية بيروت في الحزب التقدمي الاشتراكي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى