إغتراب

حكاية الاعلامي الحاج ابراهيم الزعبي مع الهجرة الى استراليا

الشمال نيوز  – عامر الشعار

وصلت الى مطار سيدني يوم الاربعاء الواقع في 20/5/1970 كانت الساعة حوالي السادسة صباحاً كنت متعبا مرهقا الى ابعد الحدود فقد استغرقت الرحلة من بيروت الى سيدني اربعة ايام بالتمام والكمال فقد تركت بيروت يوم السبت عصراً ووصلت الى سيدني يوم الاربعاء ، كانت الطائرة التي أقلتني تابعة للخطوط الجوية اليابانية وكانت صغيرة جداً الى ابعد الحدود كانت اشبه بباص طائر بجناحين وهذا تشبيه لا مبالغة فيه وكان اي مطب هوائي يتلاعب فيها ، كانت الطائرة كالريشة في مهب الريح وكثيرا ما صرخ الركاب وانا منهم خشيةً وفزعاً نتيجة السقوط العميق المفاجئ الذي كنا نتعرض له بين الفترة والاخرى واذكر ان الطائرة توقفت خلال الرحلة في بلدان كثيرة منها ايران وباكستان واندونيسيا والهند وهونغ كونغ التي بتنا فيها ليلة واحده ثم اليابان الى ان وصلنا الى مدينة بيرث غربي استراليا التي تبعد عن مدينة سيدني حوالي اربع ساعات بالطائرة ثم تابعنا الطيران الى سيدني .كنت في اللحظات الاخيرة من الرحلة اعتقد انني لن اصل الى سيدني الا جثة هامدة نتيجة التعب والاعياء…. طلب مني موظف المطار ان افتح حقيبة السفر ويالها من حقيبة كانت مصنوعة من الكرتون المقوَّى وزواياها مغطاة بالمعدن وقد حشتها والدتي رحمها الله حشواً بكل ما لذ وطاب كان فيها ماتشتهي الاعين وما تدعون فقد كان ابي رحمه الله وأخي الاكبر قد سبقاني الى استراليا بمدة عام كامل وكان لا بد ان تحشو والدتي الحقيبة حتى تستوعب ما يكفينا نحن الثلاثة ولو لفترة محدودة… نبش موظف المطار الحقيبة نبشاً ولم يعد بامكاني اعادة ترتيب المحتويات كسابق عهدها ولم استطع اغلاق الحقيبة الا بعد ان جلست فوقها ولكن بقيت بعض اجزاء الملابس تتدلى من اطرافها المفتوحة. خرجت من المطار ولم اجد احداً في إستقبالي على الاطلاق فقد كان ابي واخي يظنان انني سأصل في اليوم التالي فلم يكن الهاتف النقال يومها موجود ولا حتى الفاكس . وقفت طويلا على الرصيف انظر يمنة ويسرة علني اجد من يساعدني اذ لم يكن في جيبي سوى عشر دولارات استرالي بعد ان كنت قد ضيعت بعض المال خلال الرحلة وخفت ان أستقل تاكسي وان لا يكفيني هذا المبلغ خفت ، كنت قلقا جداً فهذه اول مره اسافر فيها في حياتي وفجأة يقف امامي رجل طويل رياضي الجسم مفتول العضلات كث الشاربين في الخمسينيات من عمره تقريباً ويبادرني قائلاً الحمد لله على السلامة شو لبناني حضرتك قلت نعم قال من اين من لبنان قلت من طرابلس قال اهلا اهلا انتو احلى عالم انا جاركم من بشرِّي شو لوين رايح اعطيته ورقة وعليها العنوان فقال فورا اركب اركب سآخذك بسيارتي وحمل معي الحقيبة ووضعناها بالسيارة وتوجهنا الى عنوان المكان الذي يقيم فيه ابي واخي ، كان الرجل البشراني الطف وارق واطيب من عرفت نزل معي وتأكد انه اوصلني الى المكان الذي اريد ثم غمرني وقبلني وقال لي بصوت متهدج والله شمَّيت فيك ريحة لبنان اتمنى لك اقامه سعيدة وارجو الله ان يسعدك ويوفقك وقبل ان يتركني تذكرت انني كنت قد اشتريت من احد المطارات التي توقفنا فيها علبة سيجار لاقدمها هدية لوالدي سحبتها من الحقيبة وقدمتها للرجل الكريم ….أخذها مني بعد الحاح شديد وانصرف دون ان اسأله عن اسمه وعنوانه . وللحديث بقية.

مقالات ذات صلة